للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الخطباء الخطة ونزلوا عَن المنابر وأوجزوا فِي الصَّلَاة وَفِي بعض الْجَوَامِع لم يخْطب وَفِي بَعْضهَا لم تصل الْجُمُعَة. وَخرج النَّاس مذعورين خوفًا من النهب وَفِيهِمْ من سقط مِنْهُ منديله أَو دَرَاهِمه وَلم يع لذَلِك وأغلقت الْأَسْوَاق واختطف النَّاس الْخبز فَلم يظْهر للإشاعة صِحَة وَإِنَّمَا كَانَ سَبَب ذَلِك أَن مملوكين تخاصما تَحت القلعة وَكَانَ حمَار قد ربط فِي تخت من خشب فنفر من ذَلِك وسحب التخت فجفلت الْخُيُول الَّتِي تنْتَظر أَرْبَابهَا بِالْقربِ من جَامع شيخو بالصليبة حَتَّى تَنْقَضِي الصَّلَاة. فَلَمَّا رأى النَّاس الْخُيُول ظنُّوا لما فِي نُفُوسهم من الِاخْتِلَاف بَين سودون طاز أَمِير أخور ويشبك الدوادار وَأَنَّهُمْ على عزم الرّكُوب للحرب أَن الْوَاقِعَة قَامَت بَينهمَا فطار هَذَا الْخَبَر إِلَى بولاق وظواهر الْقَاهِرَة إِلَى مصر. وَفِي بَقِيَّة النَّهَار قبض وَإِلَى الْقَاهِرَة على جمَاعَة من أراذل الْعَامَّة وضربهم وشهرهم وَنُودِيَ عَلَيْهِم هَذَا جَزَاء من يكثر فضوله وَيتَكَلَّم فِيمَا لَا يعنيه. ثمَّ نُودي من الْغَد بالأمان وَأَن من تحدث فِيمَا لَا يعنيه ضرب بالمقارع وَسمر فسكن النَّاس. وَفِيه حضر أَمِير على اليلبغاوي أَبُو دقن نَائِب الْبحيرَة وقطلو بغا دوادار الْمَجْنُون وَعمر دوادار ألطنبغا وَإِلَى الْعَرَب فسجنوا بخزانة شمايل. وَفِي يَوْم الْأَحَد سادس عشرينه: وسادس عشْرين شهر بشنس: - أحد شهور القبط - بشر بِزِيَادَة مَاء النّيل على الْعَادة وَأَن القاع - وَهُوَ المَاء الْقَدِيم - ثَلَاثَة أَذْرع وَنصف. وَكَانَ القاع فِي السّنة الْمَاضِيَة أَرْبَعَة أَذْرع وَنصف. وَفِي لَيْلَة الثَّامِن وَالْعِشْرين مِنْهُ: ظَهرت نَار بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام من رِبَاط ومشت بالجانب الغربي من الْمَسْجِد فعمت النَّار واحترقت جَمِيع سقف هَذَا الْجَانِب وَبَعض الرواقين المقدمين من الْجَانِب الشَّامي وَعم الْحَرِيق فِيهِ إِلَى محاذاة بَاب دَار العجلة لخلوه بالهدم وَقت السَّيْل. وَصَارَ مَوضِع الْحَرِيق أكواماً عَظِيمَة وتكسر جَمِيع مَا كَانَ فِي مَوضِع الْحَرِيق من الأساطين وَصَارَت قطعا. وَفِي ثامن عشرينه: منع جَمِيع مباشري الدولة بديار مصر من النُّزُول إِلَى بَيت الْأَمِير يشبك الدوادار. وَذَلِكَ أَن كل من الأستادار والوزير وناظر الْجَيْش وَالْخَاص وَكَاتب السِّرّ كَانُوا مُنْذُ قدم السُّلْطَان من دمشق ينزلون من القلعة أَيَّام المواكب الْأَرْبَعَة - وَهِي يومي الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس ويومي الثُّلَاثَاء والسبت - إِلَى دَار الْأَمِير يشبك ويقفون فِي خدمته ويعرضون عَلَيْهِ الْأُمُور فيأمرهم. مِمَّا يُرِيد وينهاهم عَمَّا لَا يحب فيصرفون سَائِر أَحْوَال الدولة عَن أوامره ونواهيه. فحنق من ذَلِك سودون طاز أَمِير أخور وتفاوض مَعَه

<<  <  ج: ص:  >  >>