للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا وصل رَسُول الأشكري فِي الْبَحْر إِلَى الْملك الْكَامِل فَسَار الْمُعظم من دمشق لتخريب الْقُدس فخرب قلاعا وعدة صهاريج بالقدس لما بلغه من حَرَكَة ملك الفرنج. وفيهَا جهز الْملك الْكَامِل كَمَال الدّين ومعين الدّين ولدى شيخ الشُّيُوخ ابْن حمويه - ومعهما الشريف شمس الدّين الأرموي قَاضِي الْعَسْكَر - إِلَى الْمُعظم وَأمر السُّلْطَان الْكَامِل أَن يسير الْكَمَال بِجَوَاب الْمُعظم إِلَى الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين شركوه بحمص ويعرفه الْحَال وَأَن يتَوَجَّه الْمعِين إِلَى بَغْدَاد برسالة إِلَى الْخَلِيفَة فتوجها فِي شعْبَان. وفيهَا اتّفق عيد الْفطر يَوْم عيد الْيَهُود وَعِيد النَّصَارَى. وفيهَا ختن الْملك الْعَادِل أَبُو بكر بن الْملك الْكَامِل فِي تَاسِع شَوَّال. وفيهَا مَاتَ الْملك الْمُعظم أَبُو الْفَتْح عِيسَى بن الْملك الْعَادِل صَاحب دمشق يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْقعدَة بِدِمَشْق وَدفن بقلعتها ثمَّ نقل إِلَى الصالحية ومولده بِدِمَشْق فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ قد خافه الْملك الْكَامِل فسر بِمَوْتِهِ وَكَانَ كَرِيمًا شجاعاً أديباً لينًا فَقِيها متغالياً فِي التعصب لمنصب أبي حنيفَة - رَحمَه الله - وشارك فِي النَّحْو وَغَيره وَقَالَ لَهُ أَبوهُ مرّة: كَيفَ اخْتَرْت مَذْهَب أبي حنيفَة وَأهْلك كلهم شافعية فَقَالَ: ياخوند أما ترغبون أَن يكون فِيكُم رجل وَاحِد مُسلم. وصنف كتابا سَمَّاهُ السهْم الْمُصِيب فِي الرَّد على الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ أبي بكر أَحْمد بن ثَابت فِيمَا تكلم بِهِ فِي حق أبي حنيفَة وَفِي تَارِيخ بَغْدَاد. وَكَانَ مقداماً لَا يفكر فِي عَاقِبَة جباراً مطرحاً للملابس وَهُوَ الَّذِي أطمع الْخَوَارِزْمِيّ فِي الْبِلَاد وَكَانَت مُدَّة ملكه - بعد أَبِيه - ثَمَانِي سِنِين وَسَبْعَة أشهر غير ثَمَانِيَة أَيَّام فَقَامَ من بعده ابْنه الْملك النَّاصِر دَاوُد وعمره إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة وسير النَّاصِر كتبه إِلَى عَمه الْملك الْكَامِل فَجَلَسَ الْكَامِل للعزاء وَشر إِلَيْهِ الْأَمِير عَلَاء الدّين بن شُجَاع الدّين جِلْدك المظفري التَّقْوَى بالخلعة وسنجق السلطة وَكتب مَعَه بِمَا طيب قلبه فَلبس النَّاصِر خلعة الْكَامِل وَركب بالسنجق ثمَّ أرسل إِلَيْهِ الْكَامِل يُرِيد مِنْهُ أَن يتْرك لَهُ قلعة الشوبك ليجعلها خزانَة لَهُ فَامْتنعَ من ذَلِك وَبِهَذَا وَقعت الوحشة بَينه وَبَين عَمه الْكَامِل.

<<  <  ج: ص:  >  >>