للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقَاهِرَة وظواهرها زِيَادَة على نصف أملاكها. وَمَات من أهل إقليم مصر بِالْجُوعِ والوباء نَحْو ثُلثي النَّاس. وَقتل فِي الْفِتَن بِمصْر مُدَّة أَيَّامه خلائق لَا تدخل تَحت حصر مَعَ تجاهره بالفسوق من شرب الْخمر وإتيان الْفَوَاحِش والتجرؤ الْعَظِيم على الله - جلت قدرته - والتلفظ من الاستخفاف بِاللَّه تَعَالَى وَرُسُله مَا لَا تكَاد الْأَلْسِنَة تنطق بحكايته لقبيح شناعته. وَمن العجيب أَنه لما ولد كَانَ قد أقبل الْأَمِير يلبغا الناصري بعساكر الشَّام لينزع أَبَاهُ الْملك الظَّاهِر من الْملك وَهُوَ فِي غَايَة الِاضْطِرَاب من ذَلِك فعندما بشر بِهِ قيل لَهُ: مَا نُسَمِّيه فَقَالَ: بلغاق يَعْنِي فتْنَة وَهِي كلمة تركية فَقبض على أَبِيه وسجن بالكرك - كَمَا تقدم ذكره - وَهُوَ لم يسم. فَلَمَّا عَاد برقوق إِلَى الْملك عرض عَلَيْهِ فَسَماهُ فرج فَمَا كَانَ فِي الْحَقِيقَة إِلَّا فتْنَة. أَقَامَهُ الله سُبْحَانَهُ نقمة على النَّاس لذيقهم بعض الَّذِي عمِلُوا. وَمن عَجِيب الِاتِّفَاق أَن حرف اسْمه فرج وعددها ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ ومائتان وَهِي عدد جركس فَكَانَ فنَاء طَائِفَة الجركس على يَدَيْهِ فَإِن حروفها يَعْنِي إِذا أسقطت بحروف اسْمه. وَكَانَت وَفَاته عَن أَربع وَعشْرين سنة وَثَمَانِية أشهر وَأَيَّام. وَفِي يَوْم الْأَحَد عَاشر صفر هَذَا: قبض على الأخناي قَاضِي دمشق وعَلى رزق الله نَاظر جيشها وعَلى الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل الأستادار وعَلى فَخر الدّين بن المزوق كَاتب سر النَّاصِر وعَلى يحيى بن لاقي وسلموا للأمير نوروز. ثمَّ شفع فيهم فأطلقوا بعد أَيَّام مَا عدا غرس الدّين فَإِنَّهُ اسْتمرّ فِي قَبْضَة الْأَمِير نوروز وصادره. وَفِي ثامن عشره: خلع على صدر الدّين عَليّ بن الْآدَمِيّ وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن محيي الدّين يحيي بن زَكَرِيَّا البهنسي وخلع على شهَاب الدّين أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن الْأمَوِي وَاسْتقر فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق. وَفِي خَامِس عشرينه: اسْتَقر الْأَمِير نوروز فِي نِيَابَة الشَّام وخلع عَلَيْهِ بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ بدار السَّعَادَة وَقد جلس بهَا. وَجلسَ الْأَمِير شيخ عَن يَمِينه فِي وَقت الْخدمَة وَكَانَ مُنْذُ قتل النَّاصِر قد اتّفق الْحَال على الأميرين شيخ ونوروز يقومان بِالْأَمر مَعَ أَمِير الْمُؤمنِينَ ويسيران إِلَى مصر فَينزل الْأَمِير شيخ بِبَاب السلسلة من قلعة الْجَبَل وَينزل الْأَمِير نوروز فِي بَيت الْأَمِير قوصون بالرميلة تجاه بَاب السلسلة وَكتب إِلَى الْقَاهِرَة بتجديد عِمَارَته وَأَن يضْرب عَلَيْهِ رنك الْأَمِير نوروز. وَصَارَ الْأَمِير نوروز يركب من دَاره إِلَى تَحت قلعة دمشق فَيخرج الْأَمِير شيخ من الإصطبل - حَيْثُ هُوَ نَازل -

<<  <  ج: ص:  >  >>