للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عشري جُمَادَى الأولى فَوضع السَّيْف فِي النَّاس وأسرف فِي الْقَتْل والنهب فَرَحل الْملك الْكَامِل يُرِيد مصر لأمور مِنْهَا أَنه بلغه موت وَلَده الْملك المسعود صَاحب الْيمن فكتمه وَكَانَ قد ورد عَلَيْهِ أَيْضا من أم وَلَده الْعَادِل كتاب تَشْكُو فِيهِ من ابْنه الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَأَنه قد عزم على التوثب على الْملك وَاشْترى جمَاعَة كَبِيرَة من المماليك الأتراك وَأَنه أَخذ مَالا جزيلاً من التُّجَّار وأتلف جملَة من مَال بَيت المَال وَمَتى لم تتدارك الْبِلَاد وَإِلَّا غلب عَلَيْهَا وأخرجني أَنا وابنك الْملك الْعَادِل مِنْهَا فانزعج الْكَامِل لذَلِك وَغَضب غَضبا شَدِيدا ثمَّ ورد عَلَيْهِ الْخَبَر بَان ابْنه الصَّالح اشْترى ألف مَمْلُوك فعزم على الرحيل إِلَى مصر فرتب الطواشي شمس الدّين صَوَاب العادلي نَائِبا فِي أَعمال الْمشرق وَأَعْطَاهُ إقطاع أَمِير مائَة فَارس زِيَادَة على مَا بِيَدِهِ من الديار المصرية وَهِي أَعمال أخميم بكمالها وقاي والقايات ودجوة بإمرة مِائَتَيْنِ وَخمسين فَارِسًا فَصَارَ أَمِير ثَلَاثمِائَة وَخمسين فَارِسًا ورتب الْملك الْكَامِل كَمَال الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ وزيرا وَتوجه الْكَامِل إِلَى مصر فَدَخلَهَا فِي رَجَب وَتغَير على ابْنه الْملك الصَّالح تغيراً كثيرا وَقبض على جمَاعَة من أَصْحَابه وسجنهم وألزمهم إِحْضَار الْأَمْوَال الَّتِي فرط فِيهَا الْملك الصَّالح وخلع الصَّالح من ولَايَة الْعَهْد. وفيهَا وَاقع الْملك عَلَاء الدّين كيقباد السُّلْطَان جلال الدّين خوارزم شاه وكسره وَقتل كثيرا مِمَّن كَانَ مَعَه وخلص جلال الدّين فِي عدَّة من أَصْحَابه إِلَى تبريز وَكَانَ ذَلِك فِي سَابِع عشري رَمَضَان فَملك الْأَشْرَف - صَاحب دمشق - مَدِينَة خلاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>