للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمارتها وَقد فرغت واجهة الْبَاب فَقَط فتعطلت دهرا إِلَى أَن أَخذ الْأَمِير جمال الدّين يُوسُف - أستادار القيسارية الْمَذْكُورَة - من وقف أم السُّلْطَان على مدرستها بِخَط التبانة قَرِيبا من قلعة الْجَبَل وصيرها من جملَة أوقافه على مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط رحبة بَاب الْعِيد وضع يَده أَيْضا على هَذِه الخربة وَمَات قبل أَن يعْمل فِيهَا شَيْئا فَلم تزل معطلة حَتَّى وَقع اخْتِيَار السُّلْطَان فِي هَذَا الْوَقْت على عَملهَا وكَالَة فابتدئ بعملها. وَفِي يَوْم السبت تَاسِع هَذَا الشَّهْر: رسم بِإِعَادَة مكس دَار التفاح الَّذِي أبْطلهُ الْملك الْمُؤَيد شيخ فأعيد بسفارة الْوَزير تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق ابْن كلاب المناخ وَطول سَعْيه فِيهِ عَامله الله بعدله فَإِنَّهُ جدد مظْلمَة يتْلف فِيهَا من أَمْوَال النَّاس بِنَهْب الظلمَة الْفُسَّاق مَا شَاءَ الله. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشره: برز محمل الْحَاج بكسوة الْكَعْبَة صُحْبَة الطواشي افتخار الدّين ياقوت - مقدم المماليك السُّلْطَانِيَّة - وَنزل خَارج الْقَاهِرَة ثمَّ توجه إِلَى بركَة الْحَاج على الْعَادة. وَفِي سَابِع عشرينه: قدم من صفد ثَلَاثُونَ رجلا مِمَّن أسر من أَصْحَاب الْأَمِير أينال فَقطعت أَيدي الْجَمِيع إِلَّا وَاحِدًا فَإِنَّهُ وسط بِالسَّيْفِ نِصْفَيْنِ وَأخرج الَّذين قطعت أَيْديهم من يومهم إِلَى بِلَاد الشَّام فَمَاتَ عدَّة مِنْهُم بالرمل. وَكَانَ من خبر صفد أَن الْأَمِير مقبل لم يزل على حصارها إِلَى يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع شَوَّال هَذَا فَنزل إِلَيْهِ أينال بِمن مَعَه فتسلم أعوان السُّلْطَان القلعة وعندما نزل أينال أَمر أَن تفاض عَلَيْهِ خلعة السُّلْطَان ليتوجه أَمِيرا بطرابلس وَكَانَ قد وعد بذلك وترددت الرُّسُل بَينه وَبينهمْ مرَارًا حَتَّى اسْتَقر الْأَمر على أَن يكون من جملَة أُمَرَاء طرابلس وَكتب لَهُ السُّلْطَان أَمَانًا ونسخة يَمِين فانخدع البائس وَنزل من القلعة فَمَا هُوَ إِلَّا أَن قَامَ ليلبس الخلعة وَإِذا هم أحاطوا بِهِ وقيدوه وعاقبوه أَشد عُقُوبَة. ثمَّ قَتَلُوهُ وَقتلُوا مَعَه مائَة رجل مِمَّن كَانَ مَعَه بالقلعة وعلقوهم بِأَعْلَاهَا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: تسلم الْأَمِير نلغري بردي بن قصروه قلعة بهسني وَنزل بِأَمَان فقيد وسجن بقلعة حلب فأمن السُّلْطَان بعد تخوفه من جِهَة صفد وتغري بردي. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الْأَحَد:

<<  <  ج: ص:  >  >>