للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي اللقب وَالْفِعْل وَهُوَ معنى لطيف مليح: الْمَسْجِد الْأَقْصَى لَهُ عَادَة سَارَتْ فَصَارَت مثلا سائراً إِذا غَدا بالْكفْر مستوطنا أَن يبْعَث الله لَهُ ناصرا فناصر طهره أَولا وناصر طهره آخرا وَفِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الأول: وَمَعَ بَين الفرنج وَبَين الْعَسْكَر الْمصْرِيّ الْمُقِيم بالسَّاحل حَرْب انحسر فِيهَا الفرنج وَأخذ من الفرنج مُلُوكهمْ وأكنادهم وَثَمَانُونَ فَارِسًا ومائتان وَخَمْسُونَ رَاجِلا - وصلوا إِلَى الْقَاهِرَة وَقتل مِنْهُم ألف وَثَمَانمِائَة وَلم يقتل من الْمُسلمين غير عشر ثمَّ سَار ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى دمشق وحاول إصْلَاح الْحَال بَين الصَّالح عماد الدّين وَبَين النَّاصِر دَاوُد وبن الْملك الْعَادِل فَلم يتأت لَهُ ذَلِك فَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان وَقد وصل الْملك ابْن سنقر بخلعة الْملك الْعَادِل وَابْنه وَأمه وَامْرَأَته وكاتبه وَنزل ابْن مطروح عِنْد المظفر بحماة فَبَعثه فِي الرسَالَة إِلَى الخوارزمية بالشرق يستحثهم على الْقيام بنصرة الْملك الصَّالح نجم الدّين واستصحب مَعَه أَيْضا رِسَالَة النَّاصِر دَاوُد وَمِنْه: إِنِّي لم أترك الْملك الْمصَالح بالكرك إِلَّا صِيَانة لمهجته خوفًا عَلَيْهِ من أَخِيه الْملك الْعَادِل وَمن عَمه الْملك الصَّالح عماد الدّين وسأخرجه وأملكه الْبِلَاد فتحركوا على بِلَاد حلب وبلاد حمص. فَسَار إِلَيْهِم ابْن مطروح وَقضي الْأَمر مَعَهم وَعَاد إِلَى حماة فاتفق موت الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين شيركوه بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه - صَاحب حمص - يَوْم التَّاسِع عشر من شهر رَجَب فَكَانَت مُدَّة ملكه بحمص نَحوا من سِتّ وَخمسين سنة وَقَامَ من بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين إِبْرَاهِيم وَاتفقَ مَعَ الصَّالح عماد الدّين على المعاضدة فَصَارَ النَّاصِر دَاوُد مواحشاً للْملك الْعَادِل بِسَبَب أَنه لم يُوَافقهُ على أَخذ دمشق وَالْملك الْعَادِل مواحشه لِأَنَّهُ لم يُسلمهُ الْملك الصَّالح نجم الدّين والناصر أَيْضا مواحش للصالح عماد الدّين ويهدده بِأَنَّهُ يُطلق الْملك الصَّالح نجم الدّين وَيقوم مَعَه فِي أَخذ الْبِلَاد والمظفر صَاحب حماة لَا يخْطب للعادل من حِين قطع الْخطْبَة للصالح نجم الدّين لميله الْملك الصَّالح نجم الدّين. فَلَمَّا دخل شهر رَمَضَان: سير المظفر القَاضِي شهَاب الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم بن أبي الدَّم - قَاضِي حماة - رَسُولا إِلَى الْملك الْعَادِل بِمصْر وَحمله فِي الْبَاطِن رِسَالَة إِلَى النَّاصِر دَاوُد بالكرك أَن يُطلق الصَّالح نجم الدّين ويساعده على أَخذ الْبِلَاد فَبلغ القَاضِي شهَاب الدّين الْملك النَّاصِر ذَلِك وَتوجه إِلَى مصر فأفرج النَّاصِر دَاوُد عَن الْملك الصَّالح نجم الدّين فِي سَابِع عشر من رَمَضَان واستدعاه إِلَيْهِ وَهُوَ بنابلس فَلَمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>