للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر ذِي الْحجَّة أَوله الثُّلَاثَاء: فِيهِ نُودي بوفاء النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا وَثَلَاثَة أَصَابِع وَوَافَقَ ذَلِك خَامِس مسرى. وَهَذَا مِمَّا ينْدر وُقُوعه فَركب الْأَمِير جقمق أَمِير أخور لفتح الخليج على الْعَادة. وَفِي خَامِس عشرينه: سَارَتْ سَرِيَّة عدتهَا سِتُّونَ مَمْلُوكا مَعَ بعض أُمَرَاء العشرات إِلَى قبرس وَمَعَهُمْ خلعة لجوان بن جينوس باستقراره فِي مملكة قبرس عوضا عَن أَبِيه نِيَابَة عَن السُّلْطَان ومطالبته بِمَا تَأَخّر على أَبِيه وَهُوَ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار وَمَا الْتزم بِهِ فِي كل سنة وَهُوَ خَمْسَة آلَاف دِينَار. وَفِي سادس عشرينه: قدم مبشرو الْحَاج. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر تقطع الجسور بالنواحي فغرقت بِلَاد عديدة وَدخل المَاء إِلَى كثير من الْبِلَاد قبل أَوَانه فغرقت الجرون وَهِي ملآنة بالغلال وَتلف من المقاتي والسمسم والنيلة مَا يبلغ قِيمَته آلَاف دَنَانِير وشرقت عدَّة بِلَاد وكل ذَلِك من فَسَاد عمل الجسور وَأخذ الْأَمْوَال فِي النواحي عوضا عَن رجال الْعَمَل وأبقارها. وَفِيه فرقت عدَّة بِلَاد من بِلَاد الدِّيوَان الْمُفْرد على جمَاعَة ليعمروها فَإِنَّهَا خربَتْ من سوء ولَايَة الأستادارية وعسفهم وَكَثْرَة المغارم فَسلم إِلَى القَاضِي زين الدّين عبد الباسط وَإِلَى الْوَزير كريم الدّين وَإِلَى سعد الدّين نَاظر الْخَاص وَإِلَى التَّاج بن الخطير كل مِنْهُم بلد من الْبِلَاد وَسلم إِلَى آخَرين دون هَؤُلَاءِ عدَّة بِلَاد. وَفِيه رسم أَن يعلق على كل حَانُوت من حوانيت الباعة بالأسواق قنديل يضيء اللَّيْل فَعمل ذَلِك. وَفِيه كثرت زِيَادَة مَاء النّيل فانسلخ ذُو الْحجَّة بِيَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع أَيَّام النسىء وَالْمَاء على ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا وَعشْرين إصبعاً. وَهَذِه السّنة: تحول الْخراج فِيهَا من أجل أَنه لم يَقع فِيهَا نوروز فحولت سنة سِتّ إِلَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ. وفيهَا نزل الطاغية النشو بن دون فرنادو بن أندريك بن جوان قَتِيل الْفرس بن فدريك بن أندريك ملك الفرنج القطلان وَصَاحب برشلونة على جَزِيرَة صقلية فِي شهر رَمَضَان وَسَار وَمَعَهُ صَاحب صقلية فِي نَحْو مِائَتي قِطْعَة بحريّة حَتَّى أرسى على جربة فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة وملكها. وَكَانَ ملك الْمغرب أَبُو فَارس عبد الْعَزِيز غَائِبا عَن تونس فِي جِهَات تلمسان فَلَمَّا بلغه ترك مُعظم عسكره وَسَار على الصَّحرَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>