للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لحجاج. ثمَّ إستقل الْمحمل بِالْمَسِيرِ مَعَ أَمِير الْحجَّاج بِبَقِيَّة الْحجَّاج فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشرينه. وَفِيه قبض على سر النديم الحبشية دادة الْعَزِيز بَعْدَمَا كبس عَلَيْهَا عدَّة بيُوت وعوقب جمَاعَة ثمَّ قبض على الطواشي صندل الْهِنْدِيّ فتحقق مِنْهُمَا أَن الْعَزِيز وأينال لم يخرجَا من الْبَلَد وَأَن الَّذِي أشيع بَين النَّاس من توجههما إِلَى الشَّام كذب وَأَن الْعَزِيز لم يجْتَمع مَعَ أينال وَأَنه كَانَ هُوَ وصندل هَذَا وطباخه إِبْرَاهِيم ومملوكه أزدمر بِغَيْر زِيَادَة على هَؤُلَاءِ ينْتَقل وهم مَعَه من مَوضِع إِلَى مَوضِع وَأَن صندل فَارقه من أَرْبَعَة أَيَّام وَقد طرده أزدمر الْمَذْكُور فَدفع إِلَيْهِ الْعَزِيز خمسين دِينَارا فَانْصَرف عَنْهُم وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى بيُوت معارفه فِي زِيّ امْرَأَة فَلم يؤوه أحد حَتَّى دخل على بعض معارفه فِي اللَّيْل فأوته حَتَّى أصبح فَدلَّ زَوجهَا عَلَيْهِ حَتَّى أمسك وعوقب ثمَّ سجن. وَطلبت خوند مغل إبتة الْبَارِزِيّ دادة الْعَزِيز فَسلمت لَهَا من غير عُقُوبَة فأقامت عِنْدهَا وَقبض على مُرْضِعَة الْعَزِيز وعَلى زَوجهَا وَبَعض أقَارِب زَوجهَا وعَلى جماعات من الرِّجَال وَالنِّسَاء مِمَّن كَانَ من جواري الْأَشْرَف أَو من معارفهن وَمِمَّنْ آتهم بِأَنَّهُ معرفَة لإِبْرَاهِيم الطباخ وتعدى الْحَال إِلَى امْرَأَة مسكينة تزْعم أَن لَهَا تَابعا من الْجِنّ يخبرها مِمَّا يكون فتتكسب بذلك من النسوان وَمن فِي معناهن من ضعفة الرِّجَال مَا تقيم بِهِ بعض أودها: وَذَلِكَ أَنه وشي بهَا إِلَى أحد المؤيدية أَن بعض الطواشية كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهَا فتخبره أَن الْعَزِيز يعود إِلَى ملكه فَقبض على هَذِه المسكينة وعَلى عدَّة من يلوذ بهَا وعوقبت وَكَانَ الطواشي الَّذِي قيل عَنهُ أَنه يَأْتِي إِلَيْهَا فتخبره بِعُود ملك الْعَزِيز إِلَيْهِ قد توجه لِلْحَجِّ مَعَ الركب فَكتب بضربه وَحمله إِلَى الْقَاهِرَة فَضرب ثمَّ شهر فِي الركب وَكَانَ قد كتب لإعفائه من الضَّرْب وَالْعود إِلَى الْقَاهِرَة فَلم يُدْرِكهُ القاصد الثَّانِي حَتَّى ضرب وَشهر فَتوجه بعد ذَلِك إِلَى الْحَج. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرينه: وسط مَمْلُوك أخر من الأشرفية عِنْد بَاب السلسلة. وَفِيه عزل الْأَمِير فَيْرُوز الجركسي زِمَام الدَّار من أجل أَنه فرط فِي الْحِرْص على الْعَزِيز حَتَّى كَانَ من أمره مَا كَانَ. وَعين عوضه الْأَمِير صفي الدّين جَوْهَر الخازندار. وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة وَيَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشرينه: كبست المؤيدية على مَوَاضِع مُتعَدِّدَة بِالْقَاهِرَةِ ومصر وظواهرهما وكبست دور الصاحب أَمِين الدّين بن الهيصم ودور جِيرَانه فِي طلب الْعَزِيز فَلم يُوجد وهرب الصاحب ثمَّ ظهر وخلع عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَقد شَمل الْخَوْف كثيرا من النَّاس وكادت الْأَسْوَاق أَن تتعطل لِكَثْرَة الإرجاف بِأَن بيُوت النَّاس كَافَّة تكبس ويعاقبوا حَتَّى يظْهر الْعَزِيز.

<<  <  ج: ص:  >  >>