للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ثامن عشره: قبض بِمَكَّة على أَمِين الدّين مُحَمَّد بن قَاسم فألزمه المتسفر لإحضاره ألف دِينَار فأورد لَهُ مِنْهَا وَنزلا فِي الْبَحْر يُريدَان الْقَاهِرَة. شهر رَمَضَان أَوله يَوْم الثُّلَاثَاء: فِيهِ ورد الْخَبَر بِأَنَّهُ قبض على الْأَمِير قانصوه بِدِمَشْق فرسم بسجنه فِي القلعة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس عاشره: خلع عَليّ شمس الدّين مُحَمَّد بن عَامر أحد نواب الحكم الْمَالِكِيَّة وإستقر فِي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن جمال الدّين عبد الله الدماميني. وَفِي يَوْم السبت ثَانِي عشره: خلع على القَاضِي معِين الدّين عبد اللطف بن شرف الدّين أبي بكر الْأَشْقَر وإستقر فِي نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ وَغَيرهَا من وظائف أَبِيه بعد مَوته. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: ألزم القَاضِي زين الدّين عبد الباسط بِحمْل خَمْسَة آلَاف دِينَار. وَذَلِكَ أَنه وجد فِي تَرِكَة جَوْهَر الخازندار الزِّمَام أَنه حمل إِلَى عبد الباسط فِي أَيَّام مصادرته خَمْسَة آلَاف دِينَار فَتوجه القاصد إِلَيْهِ بحملها فعوض عَنْهَا قماشًا وَأذن أَن يُبَاع من عقاره بِالْقَاهِرَةِ مَا يكمل تَتِمَّة ذَلِك فسامحه السُّلْطَان بِأَلف دِينَار فأورد إِلَى الخزانه أَرْبَعَة آلَاف دِينَار. وفيهَا أَيْضا فوض السُّلْطَان نظر الْجَامِع الحاكمي بِالْقَاهِرَةِ إِلَى الْأَمِير دولت بيه الدوادار. وأنعم برسم عِمَارَته بِأَلف دِينَار وحملت إِلَيْهِ من الخزانة السُّلْطَانِيَّة فَركب وكشف أَحْوَاله فَوجدَ سقوفه قد سقط مِنْهَا مَوَاضِع وفيهَا مَوَاضِع سَاقِطَة وبلاطه قد تلف مِنْهُ كثير ومقاصيره الْخشب قد تلف كثير مِنْهَا وميضات الْجَامِع متهدمة وأحوال الْجَامِع بمرور النِّسَاء وَالصبيان وَغَيرهم ملعبة فَمنع دُخُول النِّسَاء الْجَامِع وألزم بوابيه أَن لَا يمكنوا إمرأة وَلَا صَغِيرا من الْجُلُوس فِيهِ وَلَا الْمُرُور مِنْهُ وَكَانَ هَذَا الْجَامِع قد فَسدتْ أَحْوَاله فأصلحه الله على يَد هَذَا الْأَمِير وغلقت أبوابه عدَّة أَيَّام سوى بَابَيْنِ ثمَّ فتحت أبوابه كلهَا وَامْتنع النَّاس كَافَّة من الْمُرُور فِي صحن الْجَامِع بنعالهم وَشرع فِي عمَارَة السقوف والمقاصير والبلاط وَهدم الميضأة بأسرها وأنشأها إنْشَاء جَدِيدا وتشدد فِي جباية ريعه وَاسْتولى على جَمِيع مَا هُوَ مَوْقُوف عَلَيْهِ وَهُوَ ثَلَاث جِهَات: إحدها الْوَقْف الْقَدِيم وَهُوَ مَا بَين مسَاكِن وأحكار وَكَانَ من الْقَدِيم إِلَى آخر وَقت بيد قُضَاة الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة وَمِنْه تصرف معاليم المؤذنين وَالْإِمَام والخطب والقومة

<<  <  ج: ص:  >  >>