للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمحاربة الكرك فَسَار إِلَى غَزَّة وأوقع بالخوارزمية وَمَعَهُمْ النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك فِي نَاحيَة الصَّلْت وكسرهم وبدد شمالهم وفر النَّاصِر إِلَى الكرك فِي عدَّة. وَكَانَت الكسرة على الصَّلْت فِي سَابِع عشري ربيع الآخر وَسَار فَخر الدّين عَنْهَا بعد مَا حرقها واحتاط على سَائِر بِلَاد النَّاصِر وَولي عَلَيْهَا النواب ونازل فَخر الدّين الكرك وَخرب مَا حولهَا وَاسْتولى على البلقاء وأضعف النَّاصِر حَتَّى سَأَلَهُ الْأمان فَبعث فَخر الدّين يطْلب مِنْهُ من عِنْده من الخوارزمية فسيرهم النَّاصِر إِلَيْهِ فَسَار عَن الكرك وهم فِي خدمته ثمَّ نَازل فَخر الدّين بصرى حَتَّى أشرد على أَخذهَا فَنزل بِهِ مرض أشفى مِنْهُ على الْمَوْت وَحمل فِي محفة إِلَى الْقَاهِرَة وَبَقِي الْعَسْكَر حَتَّى استولوا عَلَيْهَا وَقدم الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم صَاحب حمص إِلَى دمشق منتمياً إِلَى السُّلْطَان الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فَنزل بِهِ مرض مَاتَ بِهِ فِي صفر فخزن عَلَيْهِ السُّلْطَان حزنا كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ يتَوَقَّع وُصُوله إِلَيْهِ فَقَامَ من بعده بحمص ابْنه الْأَشْرَف مظفر الدّين وفيهَا تسلم الْملك الصَّالح نجم الدّين عجلون بِوَصِيَّة صَاحبهَا سيف الدّين بن قلج عِنْد مَوته. وفيهَا سير الصاحب جمال الدّين أَبُو الْحسن يحيى بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن مطروح إِلَى دمشق وزيراً وأميراً وأنعم عَلَيْهِ بسبعين فَارِسًا بِدِمَشْق وَصرف الْأَمِير حسام الدّين بن أبي عَليّ الهذباني عَن نِيَابَة دمشق وَولى مَكَانَهُ الْأَمِير مُجَاهِد الدّين إِبْرَاهِيم وَأقر الطواشي شهَاب الدّين بالقلعة على حَاله فَلَمَّا دخل ابْن مطروح إِلَى دمشق خرج مِنْهَا الْأَمِير حسام الدّين وَسَار إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا قدم على السُّلْطَان وَهُوَ بقلعة الْجَبَل أقره فِي نِيَابَة السلطنة بديار مصر وأنزله بدار الوزارة من الْقَاهِرَة. وَخرج السُّلْطَان بالعساكر فِي شَوَّال يُرِيد دمشق من قلعة الْجَبَل واستناب بديار مصر الْأَمِير حسام الدّين بن أبي عَليّ فَدخل إِلَى دمشق فِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة وَكَانَ دُخُوله يَوْمًا مشهوداً فَأحْسن إِلَى النَّاس وخلع على الْأَعْيَان وَتصدق على أهل الْمدَارِس والربط وأرباب الْبيُوت بِأَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم وَسَار بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا إِلَى بعلبك فرتب أحوالها وَأعْطى لأهل الْمدَارِس والربط وأرباب الْبيُوت عشْرين ألف دِرْهَم وَسَار إِلَى بصرى وَقد تسلمها نواب السُّلْطَان من الْأَمِير شهَاب الدّين غَازِي تائب الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فَتصدق على مدارس بصرى وربطها وأرباب الْبيُوت بِعشْرين ألف دِرْهَم وجهز السُّلْطَان الْأَمِير نَاصِر الدّين القيمري والصاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>