للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بإحضار زيار وَأرَاهُ لمن حضر وَقَالَ: من يصبر على هَذَا الزيار يستكثر عَلَيْهِ إقطاع أَو يستكثر على ورثته مَوْجُود يخلفه لَهُم وَأنكر عَلَيْهِ وَأمر بِهِ فحبس وتحدث السُّلْطَان فِي أَمر الْجند وَإِنَّهُم إِذا كَانُوا فِي البيكار وَفِي مَوَاطِن الْجِهَاد لَا يصل إِلَيْهِم شَاهد فَيشْهد أحدهم أَصْحَابه عِنْد مَوته فَإِذا حَضَرُوا لَا تقبل شَهَادَتهم وتضيع أَمْوَال النَّاس بِهَذَا السَّبَب. وَقَالَ: الرَّأْي أَن كل أَمِير يعين من جماعته من فِيهِ دين وَخير ليسمع قَوْله وكل مقدم وكل جمَاعَة من الْجند يعين من فِيهَا مِمَّن هُوَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح لتسمع أَقْوَالهم حَتَّى تحفظ أَمْوَال النَّاس. فسر الْأُمَرَاء بذلك وَشرع قَاضِي الْقُضَاة فِي اخْتِيَار النَّاس الْجِيَاد من الْجند لذَلِك. وَجلسَ السُّلْطَان فِي تَاسِع عشريه بدار الْعدْل فَوقف شخص وشكا أَن من سكن فِي شَيْء من الْأَمْلَاك الديوانية لَا يُمكن من الْخُلُو فَأنْكر السُّلْطَان ذَلِك وَأمر بتمكين السَّاكِن من الْخُلُو عِنْد انْقِضَاء الْإِجَارَة. ووردت رسل الأنبرور ورسل الْملك الأشكري بالهدايا. وَفِي سَابِع شهر رَمَضَان: قدمت العساكر من البيرة مَعَ الْأَمِير جمال الدّين المحمدي والأمير عز الدّين إيغان. وقدمت هَدِيَّة ملك الكرج. وَورد الْخَبَر باستيلاء عز الدّين الكندري نَائِب الرحبة على قرقيسياء وَقتلُوا من كَانَ فِيهَا من التتر والكرج وأسروا نيفا وَثَمَانِينَ رجلا فِي نصف شهر رَمَضَان. وَفِيه رسم بتحصيل المراكب لتفرق فِي بَحر أشموم فَلَمَّا كَانَ ثَانِي شَوَّال سَار السُّلْطَان إِلَى أشموم بِنَفسِهِ وَقسم عمل الْبَحْر على الْأُمَرَاء وَعمل بِنَفسِهِ وَحمل القفة مَمْلُوءَة بِالتُّرَابِ على كتفه وَالنَّاس تشاهده فَوَقع الِاجْتِهَاد فِي الْحفر وَاسْتمرّ السُّلْطَان على الْعَمَل بِنَفسِهِ فِي كل يَوْم وَصَارَ يركب فِي المراكب وتفرق المراكب قدامه. فتنجز الْعَمَل فِي ثَمَانِيَة أَيَّام وتكامل الْحفر فِي بَحر أشموم وَفِي الْجِهَة الَّتِي من نَاحيَة جوجر وَسَار السُّلْطَان إِلَى منزلَة ابْن حسون وَعَاد إِلَى قلعة الْجَبَل فِي حادي عشريه.

<<  <  ج: ص:  >  >>