للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على عَسْكَر وانضم مَعَ الْعَسْكَر المحاصر لشيزر وَخرج من الْقَاهِرَة الْأَمِير بدر الدّين بكتاش النجمي على عَسْكَر. وَاجْتمعَ الْجَمِيع على حماة وراسلوا الْأَمِير سنقر الْأَشْقَر فِي إخماد الْفِتْنَة والاجتماع على قتال التتر فَبعث إِلَيْهِم عسكرا من صهيون أَقَامَ حول صهيون وَنزل الْحَاج أذدمر من شيزر وخيم تَحت قلعتها. وَوَقعت الجفلة فِي الْبِلَاد الحلبية فَسَار مِنْهَا خلق كثير إِلَى دمشق فِي النّصْف من جُمَادَى الْآخِرَة وَكثر الِاضْطِرَاب فِي دمشق وأعمالها وعزم النَّاس على تَركهَا والمسير إِلَى ديار مصر. فَلَمَّا كَانَ فِي حادي عشريه: هجمت طوائف التتار على أَعمال حلب وملكوا عين تَابَ وبغراص ودربساك ودخلوا حلب وَقد خلت من الْعَسْكَر فَقتلُوا ونهبوا وَسبوا وأحرقوا الْجَامِع والمدارس وَدَار السلطنة ودور الْأُمَرَاء. وَأَقَامُوا بهَا يَوْمَيْنِ يكثرون الْفساد بِحَيْثُ لم يسلم مِنْهُم إِلَّا من اختفي فِي المغائر والأسرية ثمَّ رحلوا عَنْهَا فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشريه عائدين إِلَى بِلَادهمْ بِمَا أَخَذُوهُ وَتَفَرَّقُوا فِي مشاتيهم. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشريه: أركب السُّلْطَان وَلَده عَلَاء الدّين أَبَا الْفَتْح عليا بشعار السلطنة ولقبه بِالْملكِ الصَّالح وَجعله ولي عَهده فشق الْقَاهِرَة من بَاب النَّصْر إِلَى قلعة الْجَبَل. وَكتب لَهُ تَقْلِيد بِخَط القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر من إنشائه أَجَاد فِيهِ وأبلغ وخطب للْملك الصَّالح بعد ذَلِك على مَنَابِر مصر كلهَا بعد وَالِده وَكتب إِلَى الْبِلَاد الشامية بذلك. وَفِي آخِره: عزل السُّلْطَان الصاحب فَخر الدّين إِبْرَاهِيم بن لُقْمَان عَن وزارة الديار المصرية فَعَاد إِلَى ديوَان الْإِنْشَاء وَكتب مَعَ كتاب الْإِنْشَاء وَتصرف بِأَمْر صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء وفوضت الوزارة بعده إِلَى الصاحب برهَان الدّين الْخضر بن الْحسن السنجاري. وَتوجه السُّلْطَان من مصر بالعساكر إِلَى الْبِلَاد الشامية يُرِيد لِقَاء التتار بعد مَا أنْفق فِي كل أَمِير ألف دِينَار وَفِي كل جندي خَمْسمِائَة دِرْهَم واستخلف على مصر بقلعة الْجَبَل ابْنه الْملك الصَّالح عليا. فَسَار السُّلْطَان إِلَى غَزَّة وَقدم عَلَيْهِ بغزة من كَانَ فِي الْبِلَاد الشامية من عَسَاكِر مصر وَقدم عَلَيْهِ أَيْضا طَائِفَة من أُمَرَاء سنقر الْأَشْقَر فأكرمهم. وَلم ينزل السُّلْطَان بغزة إِلَى عَاشر شعْبَان فَرَحل مِنْهَا عَائِدًا إِلَى مصر بعد أَن بلغه رُجُوع التتر وَكَانَت غبيته خمسين يَوْمًا. وَولي الْأَمِير بدر الدّين درباس ولَايَة جينين ومرج بن عَامر.

<<  <  ج: ص:  >  >>