للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة فِي الْمحرم: استدعى نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن نوح بن مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو المكارم الْمَعْرُوف بِابْن الْمَقْدِسِي جمَاعَة من أهل دمشق إِلَى الْقَاهِرَة فَحَضَرَ عز الدّين حَمْزَة بن القلانسي ونصير الدّين بن سوند وشمس الدّين مُحَمَّد بن يمن وَالْجمال بن صصرى وقاضي الْقُضَاة حسام الدّين الْحَنَفِيّ والصاحب تَقِيّ الدّين تَوْبَة وشمس الدّين بن غَانِم وَغَيره. فألزم القلانسي بِمِائَة وَخمسين ألف دِرْهَم وَابْن سُوَيْد بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَابْن يمن عَن قيمَة أَمْلَاك مائَة ألف دِرْهَم وَتِسْعين ألف دِرْهَم وَابْن صصرى بثلاثمائة ألف دِرْهَم وحسام الدّين بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَابْن غَانِم بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم. فاعتذروا إِنَّهُم قد حَضَرُوا على الْبَرِيد وَأَن أَمْوَالهم بِدِمَشْق وسألوا أَن يُقرر عَلَيْهِم مَا يحملونه. فخافه الشجاعي إِنَّهُم إِذا دخلُوا دمشق تشفعوا فسومحوا بِمَا عَلَيْهِم فَطلب تجار الكارم بِمصْر وَأمرهمْ أَن يقرضوا الدماشقة مَالا فَفَعَلُوا ذَلِك. وَكتب على الدماشقة مساطير بِمَا اقترضوه من تجار الكارم وحملوا مَا أَخَذُوهُ إِلَى بَيت المَال ثمَّ اسْتَقر ابْن صصرى نَاظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق فَانْتدبَ النجيب كَاتب بكجري أحد مستوفيي الدولة لمرافعة الشجاعي وبرز لَهُ بمرافقة القَاضِي تَقِيّ الدّين نصر الله بن فَخر الدّين الْجَوْجَرِيّ وأنهى إِلَى السُّلْطَان عَنهُ أموراً وحاققه بِحَضْرَتِهِ السُّلْطَان. وَمِمَّا قَالَه إِنَّه بَاعَ جملَة من السِّلَاح مَا بَين رماح وَنَحْوهَا مِمَّا كَانَ فِي الذَّخَائِر السُّلْطَانِيَّة للفرنج فَلم يُنكر الشجاعي ذَلِك وَقَالَ: بِعته بالغبطة الوافرة والمصلحة الظَّاهِرَة فالغبطة أنني بعتهم من الرماح وَالسِّلَاح مَا عتق وَفَسَد وَقل الِانْتِفَاع بِهِ وَأخذت مِنْهُم أَضْعَاف ثمنه والمصلحة أَن تعلم الفرنج أَنا نبيعهم السِّلَاح هوانا بهم واحتقاراً بأمرهم وَعدم مبالاة بشأنهم. فَمَال السُّلْطَان لذَلِك وَقَبله. فَقَالَ النحيب: يَا مكثل الَّذِي خَفِي عَنْك أعظم مِمَّا لمحت هَذَا الْكَلَام أَنْت صورته بخاطرك لتعده جَوَابا وَأما الفرنج وَسَائِر الْأَعْدَاء فَلَا يحملون بيع السِّلَاح لَهُم على مَا زعمت أَنْت وَلَكنهُمْ يشيعون فِيمَا بَينهم ويتناقله الْأَعْدَاء إِلَى أمثالهم بِأَن صَاحب مصر وَالشَّام قد احْتَاجَ حَتَّى بَاعَ سلاحه لأعدائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>