للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جمال الدّين أقش الأشرفي فِي نِيَابَة الكرك، عوضا عَن ركن الدّين بيبرس، وَنقل بيبرس إِلَى أمره بِمصْر، وَقبض أَيْضا على الْأَمِير علم الدّين سنجر أرجواش نَائِب قلعة دمشق، وَضرب بِحَضْرَة السُّلْطَان ضربا كثيرا، وألبس عباءة وَاسْتعْمل مَعَ الأسرى فِي الْعَمَل، وأخرق بِهِ وأهين إِلَى الْغَايَة، وَوَقعت الحوطة على مَوْجُودَة، ثمَّ حبس بالقلعة، ثمَّ حمل على الْبَرِيد إِلَى مصر، ثمَّ رد من أثْنَاء الطَّرِيق بشفاعة بعض الْأُمَرَاء وَأَفْرج عَنهُ، ثمَّ أُعِيد لنيابة القلعة، وَسبب هَذَا أَن الْأَمِير شرف الدّين بن الخطير كَانَ يمزح بِحَضْرَة السُّلْطَان مَعَ الْأُمَرَاء، ويومئ إِلَيْهِ السُّلْطَان بذلك فَيحْتَمل مِنْهُ مَا يتَكَلَّم بِهِ، وَكَانَ أرجواش على النمط الأول من الْبعد عَن المجون، فَقَالَ لَهُ ابْن الخطير وَهُوَ وَاقِف بَين يَدي الْأَشْرَف: ((يَا مَوْلَانَا السُّلْطَان! كَانَ عِنْد والدك الْمُلُوك بِبِلَاد الرّوم حمَار أَشهب أَعور، أشبه شَيْء بِهَذَا الْأَمِير علم الدّين أرجواش)) فَضَحِك الْأَشْرَف، وَغَضب أرجواش وَقَالَ: هَذِه صبيانية)) فحنق مِنْهُ الْأَشْرَف وَعمل مَا ذكر. وَفِي ثامن عشرَة: عزل طوغان عَن شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق، وَعِيد إِلَى ولَايَة الْبر، وَاسْتقر سنقر الأعسر فِي شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق. وَفِي ثَانِي رَجَب: عزل تَقِيّ الدّين تَوْبَة عَن وزارة دمشق، وَاسْتقر فِيهَا محيي الدّين ابْن النّحاس، وَمنع أَن يُقَال لَهُ وَزِير وَلَكِن نَاظر الشَّام. وَفِي ثامن عشرَة: اسْتَقر شرف الدّين أَحْمد بن عِيسَى بن السيرجي فِي حسبَة دمشق، وعزل تَاج الدّين بن الشِّيرَازِيّ. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشرَة: سَار السُّلْطَان من دمشق إِلَى مصر، فَدخل إِلَى الْقَاهِرَة من بَاب النَّصْر فِي بكرَة يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع شعْبَان، وَخرج من بَاب زويلة إِلَى القلعة وَقد زَيْنَب قبل وُصُوله بأيام، فَكَانَت زِينَة لم يسمع بِمِثْلِهَا، وَكثر سرُور النَّاس ولعبهم. وَكَانَ الْأَمِير سنجر الشجاعي نَائِب الشَّام قد سَار فِي رَابِع رَجَب إِلَى صيدا، وحاصر البرج حَتَّى فَتحه فِي خَامِس عشرَة، وَعَاد إِلَى دمشق يَوْم رحيل السُّلْطَان مِنْهَا، ثمَّ توجه إِلَى بيروت، فَتَلقاهُ أَهلهَا طائعين فَنزل بقلعتها، وفبض على الرِّجَال وقيدهم وألقاهم فِي الخَنْدَق، وافتتحها فِي ثَالِث عشرى رَجَب، وَعَاد إِلَى دمشق فِي سَابِع عشرى رَمَضَان، وَلم يبْق فِي جَمِيع السَّاحِل من الفرنج أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>