للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والبحيرة بلبان الصرخدي والقلنجي وَابْن طرنطاي وبيبرس الجمدار وللصعيد التليلي والمرتيني. وفيهَا توجه السُّلْطَان فِي شعْبَان إِلَى بِلَاد الصَّعِيد وَقدم فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر شَوَّال. وفيهَا توجه من حلب سِتّمائَة فَارس عَلَيْهِم الْأَمِير شهَاب الدّين قرطاي للغارة على بِلَاد ماردين ودنيسر لقلَّة مُرَاعَاة صَاحب ماردين لما يرسم بِهِ. فشن قرطاي الْغَارة على بِلَاد ماردين يَوْمَيْنِ فصادف قراوول التتار قد قدم إِلَى ماردين على عَادَته كل سنة لجباية القطيعة وهم فِي ألفي فَارس فحاربهم قرطاي وَقتل مِنْهُم سِتّمائَة رجل وَأسر مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقدم بالرءوس والأسرى إِلَى حلب وَمَعَهُمْ عدَّة خُيُول. فَلَمَّا قدم الْبَرِيد سر السُّلْطَان سُرُورًا زَائِدا وَبعث بالتشريف لنائب حلب ولقرطاي. وَقدم الْخَبَر من مَكَّة بقتل أبي الْغَيْث فِي حَرْب مَعَ أَخِيه حميضة وَأَن الْعَسْكَر الْمُجَرّد إِلَى مَكَّة وَاقع حميضة وَقتل عدَّة من أَصْحَابه فَانْهَزَمَ حميضة وَسَار يُرِيد بِلَاد خربندا فَتَلقاهُ خربندا وأكرمه وَأقَام حميضة عِنْده شهرا وَحسن لَهُ إرْسَال طَائِفَة من الْمغل إِلَى بِلَاد الْحجاز ليملكها ويخطب لَهُ على منابرها. وَقدم الْعَسْكَر الْمُجَرّد إِلَى الْحجاز فِي ثامن عشرى رَجَب وَكَانَ السُّلْطَان قد أنعم على مُحَمَّد بن مَانع بإمرة مهنا فشن الغارات وَأخذ جمال مهنا وطرده. فَسَار مهنا أَيْضا إِلَى خربندا فسر بِهِ وأنعم عَلَيْهِ. وجرد خربندا مَعَ الشريف حميضة من عَسْكَر خُرَاسَان أَرْبَعَة آلَاف فَارس وَسَار حميضة بهم فِي رَجَب يُرِيد مَكَّة. وَأخذ خربندا فِي جمع العساكر لعبور بِلَاد الشَّام فَقدر الله مَوته فخاف مهنا من الْإِقَامَة بالعراق فَسَار من بَغْدَاد وَبلغ مُحَمَّد بن عِيسَى أَخا مهنا سير الشريف حميضة بعسكر الْمغل إِلَى مَكَّة فشق عَلَيْهِ استيلاؤهم على الْحجاز فَلَمَّا علم بِمَوْت خربندا وَخُرُوج أَخِيه مهنا من بَغْدَاد سَار فِي عربانه وكبس عَسْكَر حميضة لَيْلًا وَوضع فيهم السَّيْف وَهُوَ يَصِيح باسم الْملك النَّاصِر فَقتل أَكْثَرهم. وَنَجَا حميضة وَوَقع فِي الْأسر من الْمغل أَرْبَعمِائَة رجل وغنم الْعَرَب مِنْهُم مَالا كثيرا وخيولاً وجمالاً. وَكتب وخيولاً وجمالاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>