للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُوَ أَيْضا الَّذِي حَارب خمارويه بن أَحْمد بن طولون صَاحب مصر، وَوَقع لَهُ مَعَه حروب وخطوب، ثمَّ اصطلحا وَتزَوج المعتضد بإبنته قطر الندى بنت خمارويه الْمَذْكُور.

وَكَانَ الْمُوفق قد خَافَ من وَلَده المعتضد وحبسه. فَلَمَّا اشْتَدَّ [مرض الْمُوفق] عمد غلْمَان المعتضد هَذَا إِلَيْهِ وأخرجوه من الْحَبْس بِلَا إِذن الْمُوفق، وَلَا أَخِيه الْخَلِيفَة الْمُعْتَمد.

فَلَمَّا رَآهُ الْمُوفق أَيقَن بِالْمَوْتِ، ثمَّ قَالَ لَهُ: يَا وَلَدي لهَذَا الْيَوْم خبأتك. وفوض الْأُمُور إِلَيْهِ، وأوصاه بِعَمِّهِ [الْخَلِيفَة] الْمُعْتَمد. وَكَانَ ذَلِك قبل موت الْمُوفق بِثَلَاثَة أَيَّام.

وَلما تخلف المعتضد أحبه النَّاس لحسن تَدْبيره وَشدَّة بأسه.

وَلما تزوج المعتضد بقطر الندى بنت خمارويه -[الْمُقدم ذكرهَا]- أمهرها ألف ألف دِرْهَم.

وَكَانَ المعتضد عادلا فِي الرّعية، مَعَ مهابة وسطوة وجبروت، وَشدَّة وطئة.

وَكَانَ أسمرا، نحيفا، معتدل الْخلق. وَكَانَ يقدر على الْأسد وَحده.

قَالَ المَسْعُودِيّ: كَانَ المعتضد قَلِيل الرَّحْمَة. قيل: إِنَّه كَانَ إِذا غضب على قَائِد أَمر [أَن] تحفر لَهُ حفيرة ويلقى فِيهَا ويطم عَلَيْهِ.

قَالَ: وَكَانَ ذَا سياسة عَظِيمَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>