للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: بُويِعَ ابْن المعتز. قَالَ: فَمن رشح للوزارة؟ قيل: مُحَمَّد بن دَاوُد. قَالَ: فَمن ذكر للْقَضَاء؟ قيل: الْحُسَيْن بن الْمثنى؛ فَأَطْرَقَ ابْن جرير، ثمَّ قَالَ: هَذَا أَمر لَا يتم، قيل: وَكَيف! ؟ قَالَ: كل وَاحِد مِمَّن سميتم مُتَقَدم فِي مَعْنَاهُ على الرُّتْبَة وَالزَّمَان، مُدبر وَالدُّنْيَا مولية، وَمَا أرى [هَذَا] إِلَّا إِلَى اضمحلال، وَمَا أرى لمدته طولا. إنتهى.

وَلما تخلف ابْن المعتز بعث إِلَى المقتدر يَأْمُرهُ بالإنصراف إِلَى دَار مُحَمَّد ابْن طَاهِر؛ لكَي ينْتَقل ابْن المعتز إِلَى دَار الْخلَافَة؛ فَأجَاب المقتدر، وَقد بَقِي عِنْده أنَاس قَليلَة وَبَاتُوا تِلْكَ اللَّيْلَة.

وَأصْبح الْحُسَيْن بن حمدَان باكرا إِلَى دَار الْخلَافَة، وَقَاتل أعوان المقتدر؛ فقاتلوه ودفعوه عَنْهَا، ثمَّ خَرجُوا بِالسِّلَاحِ وقصدوا مَكَان ابْن المعتز.

فَلَمَّا رَآهُمْ من حول ابْن المعتز أوقع الله فِي قُلُوبهم الرعب؛ فَانْهَزَمُوا بِغَيْر حَرْب؛ فَركب ابْن المعتز فرسا وَمَعَهُ وزيره ابْن دَاوُد وحاجبه يمن وَقد شهر سَيْفه؛ فَلم يتبعهُ أحد.

فَلَمَّا رأى أمره فِي إدبار نزل عَن دَابَّته، وَدخل دَار ابْن الْجَصَّاص، واختفى الْوَزير وَغَيره، ونهبت دُورهمْ.

وَخرج المقتدر، واستفحل أمره، وَأمْسك جمَاعَة ابْن المعتز وَمن قَامَ بنصرته وخلافته وحبسهم، ثمَّ قتل غالبهم.

واستقام أَمر المقتدر، وأعيد للخلافة، ثمَّ قبض على ابْن المعتز وَابْن الْجَصَّاص، وَحبس ابْن المعتز أَيَّامًا، ثمَّ أخرج مَيتا فِي شهر ربيع الآخر [سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ] .

وَكَانَ الَّذِي تولى هَلَاكه مؤنس الْخَادِم.

<<  <  ج: ص:  >  >>