للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: والمأمون [هَذَا] هُوَ صَاحب جَامع الْأَقْمَر بِالْقَاهِرَةِ.

ثمَّ إِن الْآمِر قبض على الْمَأْمُون أَيْضا وَقَتله وصلبه سنة تِسْعَة عشر وَخَمْسمِائة.

وَفِي أَيَّام الْآمِر أخذت الفرنج عكا سنة سَبْعَة وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة، وَأخذُوا طرابلس سنة إثنتين وَخَمْسمِائة، وَأخذُوا عرقة وبانياس وعدة بِلَاد فِي تِلْكَ السّنة، وتسلموا بيروت فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة بِالسَّيْفِ، وَأخذُوا صيدا سنة أَربع وَخَمْسمِائة.

ثمَّ قصد الْملك الفرنج بردويل أَخذ مصر؛ فَأَهْلَكَهُ الله قبل أَن يصل إِلَى الْعَريش؛ فشق أَصْحَابه بَطْنه، وصبروه، ورموا حشوته هُنَاكَ، فَهِيَ ترْجم إِلَى الْيَوْم.

وسمى ذَلِك الْمَكَان بسبخة بردويل. ثمَّ دفنُوا بردويل الْمَذْكُور بالقمامة.

وَكَانَ بردويل هُوَ الَّذِي أَخذ بَيت الْمُقَدّس من الْمُسلمين وسواحل كَثِيرَة، وَذَلِكَ بشؤم الْآمِر هَذَا وَأَبِيهِ، فَإِنَّهُ كَانَ ظَالِما قَلِيل الهمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>