للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَثَبت عَسْكَر الْإِسْلَام ثباتاً عَظِيما إِلَى الْعَصْر، ثمَّ تكاثر عَسْكَر التتار؛ فَانْكَسَرت ميمنة السُّلْطَان - وَكَانَ عَسْكَر السُّلْطَان يَوْمئِذٍ نَحْو عشْرين ألفا والتتار فِي نَحْو مائَة ألف - وَانْهَزَمَ السُّلْطَان، وَقتل فِي المصاف جمَاعَة من الْأُمَرَاء. وَملك قازان دمشق - مَا خلا قلعتها؛ فَإِن نائبها الْأَمِير أرجواش المنصوري قَامَ بحفظها أتم قيام -.

وخطب لقازان بِدِمَشْق، وَولي قازان نِيَابَة دمشق لقبجق - الَّذِي كَانَ هرب من [لاجين المنصوري] حَسْبَمَا تقدم ذكره -.

وقاست أهل دمشق شَدَائِد من التتار.

وَأما الْملك النَّاصِر؛ [فَإِنَّهُ] دخل مصر بعد كَسرته، وَأنْفق فِي العساكر. وبينما هُوَ فِي ذَلِك جَاءَهُ الْخَبَر بِعُود قازان إِلَى بِلَاده.

وَحضر قبجق طَائِعا؛ فوبخه السُّلْطَان وأهانه أَولا، ثمَّ رضى عَنهُ. ثمَّ عاودت التتار الْبِلَاد؛ فَخرج الْملك النَّاصِر ثَانِيًا، وواقعهم بمرج الصفر، وَهَزَمَهُمْ أقبح هزيمَة، وَقتل قطلوشاه مقدم التتار، وَجَمَاعَة كَثِيرَة من عَسْكَر التتار. وَنصر الله الْإِسْلَام.

وَعَاد قازان من حلب فِي ضيق وقهر من كسر أَصْحَابه، هَذِه الكسرة القبيحة.

ودقت البشائر لذَلِك أَيَّامًا، ثمَّ عَاد [الْملك] النَّاصِر إِلَى [الديار المصرية] . ودام بهَا فِي ضيق وَحجر من نَائِبه سلار وأستاذه بيبرس الجاشنكير، وَوَقع لَهُ مَعَهُمَا أُمُور فِي سِنِين كَثِيرَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>