للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَتمّ أمره فِي الْملك، وَحَال بلغ الْأَمِير نوروز الحافظي أَمر سلطنته خرج عَن طَاعَته، وَاسْتمرّ يَدْعُو للمستعين بغالب الْبِلَاد الشامية.

وَوَقع بِسَبَب ذَلِك بَين الْملك الْمُؤَيد [هَذ] وَبَين نوروز أُمُور وحروب، إِلَى أَن أَخذه الْمُؤَيد، وَقَتله بقلعة دمشق فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة.

وَعَاد إِلَى الديار المصرية بعد أَن مهد أُمُور الْبِلَاد الشامية بأجمعها؛ فَلم يمض إِلَّا سنة وَاحِدَة وَأشهر وَعصى [الْأَمِير] قانى باى المحمدي نَائِب الشَّام عَلَيْهِ. وَوَافَقَهُ نَائِب حلب أينال الصصلاني، ونائب طرابلس سودون من عبد الرَّحْمَن، وتنبك البجاسي نَائِب حماة وَغَيرهم.

فتجرد لَهُم الْمُؤَيد ثَانِيًا، وواقعهم، وَأمْسك قانى باى الْمَذْكُور وأينال الصصلاني وَغَيرهمَا من الْأُمَرَاء، وحز رؤوسهم، وأرسلها إِلَى الديار المصرية. وهرب من بقى من النواب إِلَى بِلَاد الشرق إِلَى عِنْد قرا يُوسُف.

ثمَّ تجرد الْملك الْمُؤَيد ثَالِث مرّة فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة إِلَى الْبِلَاد الشامية، وافتتح عدَّة قلاع، وَعَاد إِلَى مصر.

ودام بِهِ فِي أرغد عَيْش مَعَ مَا كَانَ يَعْتَرِيه من ألم المفاصل، حَتَّى أَنه لما قوي عَلَيْهِ ذَلِك أقعد؛ فَصَارَ يحمل على الأكتاف، ويتنقل إِلَى الْأَمَاكِن فِي محفة، وَلَا يبرح بالقلعة فِي الشَّهْر إِلَّا أَيَّامًا يسيرَة، بل غَالب أَيَّامه بساحل بولاق والمفترجات، وَيعْمل هُنَاكَ المواكب والخدم، حَتَّى جَاوز الْحَد فِي ذَلِك.

<<  <  ج: ص:  >  >>