للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١١٨) جقمق الظَّاهِر أَبُو سعيد الجركسي

جلبه إِلَى مصر الخواجا وَهُوَ صَغِير ثمَّ اشْتَرَاهُ مِنْهُ الْعَلَاء بن الأتابك ثمَّ أعْتقهُ وَكَلمه الظَّاهِر فى أَن يُعْطِيهِ اياه فسلمه إِلَيْهِ من غير أَن يُعلمهُ بِعِتْقِهِ فَدفعهُ الظَّاهِر لِأَخِيهِ إينال ثمَّ صَار في الدولة الناصرية أَمِير عشرَة ثمَّ صَار في أَيَّام الْمُؤَيد أَمِير طبلخاناه ثمَّ جعله خَازِن دَارا ثمَّ صَار بعد الْمُؤَيد أحد المقدمين ثمَّ اسْتَقر فِي الحجوبية الْكُبْرَى أَيَّام الْأَشْرَف برسباى ثمَّ نَقله فِي سنة ٨٢٦ إِلَى الأتابكية وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ الاشرف بعد أَن أوصاه على وَلَده المستقر بعده في السلطنة الملّقب بالعزيز فَصَارَت أُمُور السلطنة كلهَا معقودة بِصَاحِب التَّرْجَمَة والعزيز إِنَّمَا هُوَ مَعَه صُورَة ثمَّ خلعه بعد أَيَّام يسيرَة وتسلطن فِي يَوْم الأربعاء تَاسِع عشر ربيع الأول سنة ٨٤٢ ثمَّ اتفق في أَوَائِل سلطنته بعض الكدر إلى أَن صفا لَهُ الْوَقْت وَقد كَانَ أخبرهُ شخص فِي سنة ٨٠٤ أَنه سَيكون صَاحب التَّرْجَمَة سُلْطَانا وَهُوَ في ذَلِك الْوَقْت غير مَنْظُور بِذَاكَ بل مظهر للوله والتغفيل عَن أَحْوَال النَّاس وتعاطي الأسباب المقللة للهيبة وَكَذَا بشر بِهِ قَدِيما جمَاعَة من الصَّالِحين وَاسْتمرّ فِي السلطنة وَثَبت قدمه وَكَانَ ملكا عادلا كثير الصلواة وَالصَّوْم وَالْعِبَادَة عفيفاً عَن الْمُنْكَرَات والقاذورات لَا يضْبط عَنهُ فِي ذَلِك زلَّة وَلَا تحفظ لَهُ هفوة متقشفا بِحَيْثُ لم يمشى على سنَن الْمُلُوك فى كثير من ملبسه وهيئته وجلوسه وحركاته وأفعاله متواضعاً يقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>