للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وانتهوا إِلَى تهَامَة وَقتلُوا من النَّاس من لَا يأتي عَلَيْهِ الْحصْر ورجفت الْيمن لذَلِك وتضعضعت أركان المملكة وَصَارَ النَّاس لَا يجْرِي فِي حَدِيثهمْ غَيره وَصَارَ النِّسَاء وَمن يشابههن من الْعَوام إِذا سقط صبي لَهُم نادوا باسم هَذَا الناجم وعظمت فتنته واشتملت الأَرْض بِهِ وَمَا زَالَ الإِمَام المهدي يُرْسل إِلَيْهِ بالجيوش ويدافع بهَا عَن بِلَاده الَّتِى قد انْتَشَر فِيهَا أَصْحَاب أَبى عَلامَة الْمَذْكُور وَآخر الْأَمر عملت فيهم الأسلحة وأثرت فيهم الرصاص وَلَكنهُمْ قد صَارُوا جيوشا متكاثرة فَتَارَة تكون الدائرة لَهُم وَتارَة عَلَيْهِم وغالبهم من السودَان

ثمَّ اتفق أَن أَبَا عَلامَة أرسل إِلَى الشَّام صعدة أَنهم يمدونه بِجَيْش فَخَرجُوا فِي جَيش كثير فوصلوا إِلَيْهِ وَقد أدبر أمره فَقتله جمَاعَة مِنْهُم وحملوا رَأسه إِلَى الإِمَام المهدي الْعَبَّاس وَقد أخبرني بأخبار هَذَا الناجم شَيخنَا الْعَلامَة السَّيِّد عبد الْقَادِر بن أَحْمد الْمُتَقَدّم ذكره وَكَذَلِكَ أخبرني بأخباره الْفَقِيه علي بن الْقَاسِم حَنش الْمُتَقَدّم ذكره وَكَانَا قد وصلا إِلَيْهِ اما شَيخنَا فأرسله الإِمَام المهدي وَأما الْفَقِيه عَليّ فَأرْسلهُ أَمِير كوكبان وأخبرني شَيخنَا أَنه سَأَلَ عَن سَبَب مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ أنه دخل صنعاء فِي أَيَّام سَابِقَة وَكَانَ المؤذنون يسبحون من المنارات فِي آخر اللَّيْل ثَلَاث تسبيحات ثمَّ دخل مرّة اخرى فَوَجَدَهُمْ قد تساهلوا بذلك فَمنهمْ من يسبح تسبيحتين وَمِنْهُم من يسبح تَسْبِيحَة وَاحِدَة وَمِنْهُم من لَا يسبح فَانْظُر إِلَى هَذَا الْجَهْل العجيب الذي اسْتحلَّ بِهِ هَذَا الطاغية سفك الدِّمَاء وهتك الْحرم وَكَانَ ظُهُوره فِي سنة ١١٦٤ أَو فِي الَّتِى بعْدهَا فانتقم الله مِنْهُ وأهلكه وَكَانَ موت الْمهْدي صَاحبه الْمَوَاهِب المترجم لَهُ فِي سنة ١١٣٠ ثَلَاثِينَ وَمِائَة وَألف

<<  <  ج: ص:  >  >>