للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ أرسل إِلَى زبيد للبحث عَن خَبَرهَا فأخبروه أَنه صَحَّ لَهُم أَنَّهَا هربت من سَيِّدهَا وارتدت ثمَّ أخذت ثَانِيًا من دَار الْحَرْب فَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وتمتع بهَا وتمتعت بِهِ وَهَذِه الْقِصَّة تدل على تورعه وأرخ السَّيِّد عِيسَى مَوته فِي جُمَادَى الأولى سنة ١٠١٦ سِتّ عشرَة وَألف وَصَاحب التَّرْجَمَة كَانَ مائلا إِلَى الصُّوفِيَّة ميلا زَائِدا وَوَقعت بَينه وَبَين الإِمَام الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بذلك السَّبَب مشاعرة طَوِيلَة مَوْجُودَة بأيدي النَّاس الْآن

مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة ابْن مَرْزُوق بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْجمال أَبُو حَامِد القرشي

المخزومي المكي الشافعي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ولد لَيْلَة عيد الْفطر سنة ٧٥١ إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع على الشَّيْخ خَلِيل المالكي وَمُحَمّد بن سَالم الحضرمي والعز بن جمَاعَة والموفق الحنبلي وَجَمَاعَة آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة جم وَحصل الْإِجْزَاء والنسخ وَالْأُصُول وَلم يقْتَصر على الرِّوَايَة بل اجْتهد فِي غُضُون ذَلِك فِي الْفُنُون وَقرأَهَا بِمصْر على النويري والزين العراقي والسبكي والبلقيني وَابْن الملقن وَغَيرهم وبدمشق على الأذرعي وَجَمَاعَة وبرع فِي الْفُنُون وانتهت إِلَيْهِ رياسة الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ ولقب عَالم الْحجاز وتصدى لنشر الْعلم بعد السّبْعين وَأفْتى ودرس وَقصد بالفتاوى من بِلَاد الْيمن وَاسْتمرّ ناشرا للْعلم نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة ورحلوا إِلَيْهِ وَشرح قطعا من الحاوي الصَّغِير وَمن جملَة من أَخذ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر والعلامة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْوَزير الْمُتَقَدّم ذكره وَمَات فِي لليلة الْجُمُعَة سادس عشر رَمَضَان سنة ٨١٧ سبع عشرَة وثمان مائَة

<<  <  ج: ص:  >  >>