للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ترعرع أَعَادَهُ إِلَى المملكة بِشَرْط أَن يُعْطي مملكة الشَّام اسْتِقْلَالا وَلما خلع كتبغا سلطن لاجين وَاسْتمرّ سُلْطَانا حَتَّى قتل فِي شهر ربيع الآخر سنة ٦٨٩ فأحضر النَّاصِر من الكرك وتسلطن الْمرة الثَّانِيَة وَله يَوْمئِذٍ أَربع عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَاسْتقر فِي نِيَابَة السلطنة سلار الْمُتَقَدّم ذكره وبيبرس الْمُتَقَدّم أَيْضا فَلم يكن للناصر مَعَهُمَا كَلَام وَلما كَانَ فِي رَمَضَان سنة ٧٠٨ أظهر النَّاصِر أَنه يُرِيد الْحَج فَتوجه إِلَى الكرك وَأقَام بِهِ وطرد نَائِب الكرك إِلَى مصر وَأعْرض عَن المملكة لاستبداد سلار وبيبرس دونه بالأمور وَكتب إِلَى الْأُمَرَاء بِمصْر يستعفيهم من السلطنة ويسألهم أن يتْركُوا لَهُ الكرك وبلادها فوافقوه على ذَلِك وَاتفقَ أَنه يَوْم دخل الكرك انْكَسَرَ الجسر فَسلم هُوَ وَبَعض خواصه وَسقط نَحْو الْخمسين من أَصْحَابه فَمَاتَ مِنْهُم أَرْبَعَة وَخرج من أبقى مصابا وَأقَام بالكرك يدبر أمورها وَيحكم بَين من يتحاكم إِلَيْهِ وتسلطن مَكَانَهُ بيبرس حَسبنَا تقدم فِي ثَالِث وَعشْرين من شَوَّال من تِلْكَ السنة وَاسْتمرّ إِلَى رَجَب سنة ٧٠٩ فَخرج جمَاعَة من أمراء مصر إِلَى كرك وحملوا النَّاصِر إِلَى دمشق فتلاحق بِهِ أَكثر الْأُمَرَاء وَنزل بِالْقصرِ ثمَّ توارد عَلَيْهِ نواب الْبِلَاد فقصد مصر فِي رَمَضَان ففر بيبرس وَلم يفر سلار بل أَقَامَ وَخرج للقاء النَّاصِر وَأظْهر الطَّاعَة فوصل النَّاصِر إِلَى القلعة وَاسْتقر فِي مَمْلَكَته وهي السلطنة الثَّالِثَة وَذَلِكَ فِي يَوْم عيد الْفطر من تِلْكَ السنة وَلما اسْتَقر قدمه قبض على أَكثر الْأُمَرَاء وَلم يبْق لَهُ مُنَازع وَفتحت فِي أيامه بِلَاد كَبِيرَة وَاشْترى المماليك فَبَالغ فِي ذَلِك حَتَّى اشْترى وَاحِدًا بِنَحْوِ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار بل أَزِيد كَمَا قَالَ ابْن حجر وَلم ير أحد مثل سَعَادَة ملكه

<<  <  ج: ص:  >  >>