للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا رَآهَا وَهَذَا غَرِيب وَلكنه قد أبان الْعلَّة فِي آخر التَّرْجَمَة فَقَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن فِيهِ رَائِحَة الْفَنّ بل هُوَ من قدماء الْأَصْحَاب وَأحد الْعشْرَة الَّذين ذكرهم شَيخنَا يعْنى ابْن حجر فِي وَصيته وإن فعل معي مَا أرجو أَن يجازى بمقصده عَلَيْهِ انْتهى

وَلَعَلَّ مَوته بعد كَمَال الْمِائَة التَّاسِعَة

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن قطلوبغا المصري ثمَّ القاهري سيف الدَّين الحنفي

ولد تَقْرِيبًا سنة ٧٩٨ ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ جملَة من المختصرات وَأخذ عَن ابْن الْهمام والسراج قاري الْهِدَايَة وَكَانَ جل انتفاعه على ابْن الْهمام وَكَانَ يصفه بِأَنَّهُ مُحَقّق الديار المصرية وَاجْتمعَ بالأذكاوي ودعا لَهُ بل حكى صَاحب الضَّوْء اللامع عَن صَاحب التَّرْجَمَة أَنه قَالَ إنه رأى الأذكاوي الْمَذْكُور فِي الْمَنَام وَالْتمس مِنْهُ الدُّعَاء بِنَزْع حب الدُّنْيَا فبادر إِلَى مدحه وَالثنَاء عَلَيْهِ بِكَلِمَات من جُمْلَتهَا أَنْت السَّيْف الآمدي وَالسيف الأبهري فَخَجِلَ من ذَلِك فَقَالَ الأذكاوي إِذا أَرَادَ الله أمرا كَانَ ثمَّ بعد ذَلِك أَكثر من الْعُزْلَة والانجماع فَقَالَ لَهُ ابْن الْهمام وَالله لَو دخلت مَكَانا وطينت عَلَيْهِ لظهرت ثمَّ درس بمدارس واشتهر صيته وطار ذكره وَكَثُرت تلامذته وَصَارَ إماما محققا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية التَّفْسِير وأصول الدَّين وصنف تصانيف

مِنْهَا شرح التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَشرح البيضاوى للأسنوى وَشرح التَّنْقِيح للقرافي وَشرح الْمنَار والعقائد والطوالع شروحا بديعة مُحَققَة مفيدة وَكَانَ على طَريقَة السلف كثير الْعِبَادَة والتهجد والتلاوة والأذكار وَصَارَ مُعظما مشارا إِلَيْهِ مكرما حَتَّى إن سُلْطَان مصر سُلْطَان قايتباي أَرَادَ أَن يَقْصِدهُ إِلَى مَحَله فَبَلغهُ فبادر بالعزم

<<  <  ج: ص:  >  >>