للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكره وبرع فِي الْفُرُوع وشارك فِي غَيرهَا واتصل بِالْإِمَامِ الْمَنْصُور بِاللَّه الْحُسَيْن بن الْقَاسِم فولاه الْقَضَاء فباشر بصرامة وشهامة وفطانة وَهُوَ دون الْعشْرين ففاق على المباشرين للْقَضَاء وَتقدم عَلَيْهِم وتصدر فِي الدِّيوَان وَفِيه عُلَمَاء أكَابِر كالسيد الْعَلامَة أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمُتَقَدّم ذكره وبهر النَّاس بِحسن تصرفه وجودة ذكائه وَحفظه لقضايا الشجار واستحضاره لما تقدم عَهده مِنْهَا فقر بِهِ الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه وعظمه وفوض إِلَيْهِ غَالب أُمُور الْقَضَاء فَلَمَّا مَاتَ الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه فِي سنة ١١٦١ وَقَامَ بعده وَلَده الإِمَام المهدي لدين الله الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن بَالغ فِي تَعْظِيم صَاحب التَّرْجَمَة وَضم إِلَيْهِ الوزارة إِلَى الْقَضَاء وَصَارَ غَالب أُمُور الْخلَافَة تَدور عَلَيْهِ وعظمت هيبته فِي الْقُلُوب واشتهر صيته وطار ذكره فاستمر كَذَلِك إِلَى سنة ١١٧٢ فنكبه الإِمَام المهدي واستأصل غَالب أَمْوَاله وسجنه فاستمر مسجوناً أعواما ثمَّ أفرج عَنهُ وَلزِمَ بَيته وَالنَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ لأخذ الْعلم عَنهُ ويستفتونه فِي المعضلات فاستمر كَذَلِك حَتَّى مَاتَ الإِمَام المهدي فِي سنة ١١٨٩ وَصَارَت الْخلَافَة إِلَى مَوْلَانَا الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه علي بن الْعَبَّاس حفظه الله فَأَعَادَ صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الْقَضَاء الْأَكْبَر وفوض إِلَيْهِ جَمِيع مَا يتَعَلَّق بذلك وَصَارَ إِلَيْهِ الْمرجع من جَمِيع قُضَاة الديار اليمانية فباشر ذَلِك بِحرْمَة وافرة ومهابة زَائِدَة وفخامة عَظِيمَة وَصَارَ المتصدر فِي الدِّيوَان وَلَيْسَ لأحد من الْقُضَاة مَعَه كَلَام بل مَا أبرمه لَا يطْمع أحد فِي نقضه وَمَا أبْطلهُ لَا يقدر غَيره على تَصْحِيحه وَكَانَ الْخَلِيفَة حفظه الله يشاوره فِيمَا يعرض من الْأُمُور المهمة الْخَاصَّة بِأُمُور الْخلَافَة بل كَانَ الوزراء جَمِيعًا يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ ويعملون بِمَا يرشدهم إِلَيْهِ وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ صَدرا من الصُّدُور متأهلا للرياسة ذَا دراية

<<  <  ج: ص:  >  >>