للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحضر لَدَيْهِ من الْعَامَّة وهم جمع جم وَسبب حضورهم هُوَ النظر إِلَى مَا كَانَ يسرج من الشمع وَإِلَى الكرسي لبعد عَهدهم بِهِ وَلَيْسوا مِمَّن يرغب فِي الْعلم فَكَانَ يرتج الْجَامِع وَيكثر الرهج ويرتفع الصُّرَاخ وَمَعَ هَذَا فَصَاحب التَّرْجَمَة لَا يفهم مَا فِي الْكتاب لفظا وَلَا معنى بل يصحف تصحيفا كثيرا ويلحن لحنا فَاحِشا ويعبر بالعبارت الَّتِى يعتادها الْعَامَّة ويتحاورون بهَا فِي الْأَسْوَاق وَقد كَانَ فِي سَائِر الْأَيَّام يجْتَمع مَعَهم ويملي عَلَيْهِم على الصفة الَّتِى قدمنَا ذكرهَا فِي مَسْجِد الإِمَام صَلَاح الدَّين فَأَرَادَ أن يكون ذَلِك فِي جَامع صنعاء الذي هُوَ مجمع النَّاس وَمحل الْعلمَاء والتعليم لقصد نشر اللَّعْن والثلب والتظاهر بِهِ فَلَمَّا بلغ ذَلِك مَوْلَانَا خَليفَة الْعَصْر حفظه الله جعل إشارة مِنْهُ إِلَى عَامل الْأَوْقَاف السَّيِّد إِسْمَاعِيل بن الْحسن الشامي أنه يَأْمر صَاحب التَّرْجَمَة أن يرجع إِلَى مَسْجِد صَلَاح الدَّين فَأمر السَّيِّد الْمَذْكُور الْفَقِيه أَحْمد بن محسن حَاتِم رَئِيس المأذنة أَن يبلغ ذَلِك إِلَى صَاحب التَّرْجَمَة فأبلغه فَحَضَرَ الْعَامَّة تِلْكَ اللَّيْلَة على الْعَادة وَمَعَهُمْ جمَاعَة من الْفُقَهَاء الَّذين وَقع الظُّلم بِهَذَا الِاسْم باطلاقه عَلَيْهِم فَإِنَّهُ أَجْهَل من الْعَامَّة فَلَمَّا لم يحضر صَاحب التَّرْجَمَة فِي الْوَقْت الْمُعْتَاد لذَلِك وَهُوَ قبل صَلَاة الْعشَاء ثَارُوا فِي الْجَامِع وَرفعُوا أَصْوَاتهم باللعن وَمنعُوا من إِقَامَة صَلَاة الْعشَاء ثمَّ انْضَمَّ إِلَيْهِم من فِي نَفسه دغل للدولة أَو متستر بالرفض ثمَّ اقْتدى بهم سَائِر الْعَامَّة فَخَرجُوا من الْجَامِع يصرخون فِي الشوارع بلعن الْأَمْوَات والأحياء وَقد صَارُوا ألوفا مؤلفة ثمَّ قصدُوا بَيت الْفَقِيه أَحْمد حَاتِم فرجموه ثمَّ بَيت السَّيِّد إِسْمَاعِيل بن الْحسن الشامي فرجموه وأفرطوا فِي ذَلِك حَتَّى كسروا كثيرا من الطاقات وَنَحْوهَا وقصدوه إِلَى مدرسة الإِمَام شرف الدَّين

<<  <  ج: ص:  >  >>