للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صَار بعده ساقيا ثمَّ ولي تقدمة المماليك فِي أَيَّام إينال ثمَّ صرف ثمَّ ولي زماما وخازندارا فِي أَيَّام خشقدم ثمَّ عزل وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد ناهز السِّتين وَهُوَ مِمَّن صودر غير مرّة وَكَانَ حشما رَئِيسا وقورا فِي الدول مَعَ إِسْرَاف على نَفسه عَفا الله عَنهُ.

لولو الرُّومِي الْغَزِّي الطواشي. كَانَ فِي ابْتِدَائه من جملَة الخدام السُّلْطَانِيَّة ثمَّ ولي كشف الْوَجْه القبلي فِي سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد فِي سنة ثَمَان عشرَة ثمَّ عزل وصودر مَعَ شَدِيد الْعقُوبَة، وَيُقَال أَن الْفَخر بن أبي الْفرج لما رام عِقَابه أَمر بفرش بِسَاط تَحْتَهُ فَقَالَ لَهُ: تعلم الرياسة هَذَا لما أَجْلِس بجانبك وَأما الْآن فالأرض أليق ثمَّ أفرج عَنهُ وَأقَام بطالا وَولي الدواليب السُّلْطَانِيَّة بِالْوَجْهِ القبلي أَيْضا حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ بَخِيلًا حَتَّى بِالْأَكْلِ على سماطه حَرِيصًا على جمع الْأَمْوَال ظَالِما عَارِفًا بِطرقِهِ مَعَ إِظْهَار التدين والتنسك وَالْعِبَادَة وَكَانَ ذَا رَأْي أحدا من جماعته يساعد شخصا عاكسه وَقَالَ لَهُ: أخذت فلوسه يَا قشمر فَلَمَّا ألفوا مِنْهُ ذَلِك صَارُوا يحطون على من يرومون قَضَاء أربه فيصلون بذلك لمقاصدهم. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ الطواشي الْمَجْبُوب كاشف الْوَجْه القبلي وليه مرَّتَيْنِ ثانيتهما فِي رَجَب سنة ثَمَان عشرَة ثمَّ عزل وصودر وَأخذ مِنْهُ مَال جزيل بعد الْعقُوبَة الشَّدِيدَة ثمَّ ولي شدّ الدواليب، وَمَات على ذَلِك، وَكَانَ من الحمقى المغفلين والظلمة الفاتكين فِي صُورَة الناسكين.

لولو خَادِم ابْن يلبغا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث. أرخه الْعَيْنِيّ.

(حرف الْمِيم)

ماجد بن عبد الرَّزَّاق فَخر الدّين القبطي السكندري وسمى نَفسه مُحَمَّدًا أَخُو سعد الدّين إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَالْفَخْر أكبر وَكَانَ جدهما نَصْرَانِيّا كَمَا سلف وَيعرف بِابْن غراب. ولد بإسكندرية وَنَشَأ بهَا فباشر فِي ديوانها ثمَّ ولي نظرها حِين عمل أَخُوهُ نَاظر الْخَاص إِلَى أَن استدعاه أَخُوهُ بعد موت الظَّاهِر برقوق إِلَى الْقَاهِرَة فَقَدمهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر فِي الوزارة فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا عوضا عَن الشهَاب أَحْمد بن عمر بن قطينة وَكَذَا ولي نظر الْخَاص مُضَافا للوزر وَلم يحمد فيهمَا وعزل وَسلم بعد أَخِيه إِلَى الْجمال البيري الاستادار فعاقبه أَشد عُقُوبَة وسجنه عِنْده إِلَى نصف ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ سلمه إِلَى الْوَالِي وحرضه عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ تَحت الْعقُوبَة فِي لَيْلَة الْعَاشِر من ذِي الْحجَّة مِنْهَا، وَكَانَ سيء السِّيرَة فِي مُبَاشَرَته ظَالِما عسوفا جَاهِلا ألكن مَعَ حِدة وقبح شكالة وضخامة وَلذَا قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَلم يكن

<<  <  ج: ص:  >  >>