للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ انك قد زِدْت فِيهِ فَيحْتَاج لَك زِيَادَة على الْجنَّة فتمن مَا تُرِيدُ فَقَالَ أُرِيد أَن أرى الْجنَّة فِي هَذِه الدَّار فَأَجَابَهُ الشَّيْخ إِلَى ذَلِك وَقَالَ لَا يمكنك االجلوس بعْدهَا عِنْدِي فَأمره بالعزم إِلَى مَكَّة والمجاورة بهَا فعزم إِلَيْهَا وَأقَام إِلَى ان توفّي بهَا ولقى جمَاعَة من الْعلمَاء وَأَجَازَهُ بَعضهم بالافتاء والتدريس فتصدى لذَلِك ونثر ونظم

وَمن ذَلِك الدَّار اللوامع فِي نظم جمع الْجَوَامِع وتتمة التَّمام وَسَفك المدام فِي عقائد أهل الْإِسْلَام وقرظها لَهُ جمَاعَة وَهُوَ كثير الْفَوَائِد وَكَانَ من فضلاء مَكَّة وَعين المدرسين فِيهَا مَعَ الزّهْد وَالصَّلَاح وَالتَّعَفُّف وَالِاحْتِمَال والسكون والأنجماع عَن أنباء الدُّنْيَا وَخلف اولاداً ذُكُورا وأناثاً نَحْو الْعشْرَة وَمن شعره ... من كَانَ يعلم أَن كل مشَاهد ... فعل الْإِلَه فَمَا لَهُ أَن يغْضب

بل وَاجِب أَن يرتضي مَا شاهدت ... عَيناهُ من ذَاك الفعال ويطربا ...

سنة سِتّ وَعشْرين بعد التسْعمائَة ٩٢٦ هـ

وَفِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء من ذِي الْحجَّة عَام سِتّ وَعشْرين توفّي الشهَاب الْفَاضِل أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن مُسلم الشهَاب ابْن المبذر الْمَكِّيّ وَيعرف كأبيه بِابْن العليف بِضَم الْعين تَصْغِير علف بِمَكَّة فَجهز فِي ظهر تَارِيخه وَدفن بالمعلاة وَخلف ولدا وبنتين

ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة أحدى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة ونشا بهَا فحفظ القرأن والألفية النحوية وَالْأَرْبَعِينَ النواوية وعرضهما وَالْكثير من الْمِنْهَاج وَسمع بِمَكَّة على التقي أبن فَهد وَولده النَّجْم والزين عبد الرَّحِيم الأسيوطي وَأبي الْفضل الْمرْجَانِي وَيحيى الْعلم ولازم النُّور الفاكهي فِي دروسه الْفِقْهِيَّة والنحوية وبالقاهرة على الشهَاب الشادي وَحضر عِنْد الخيضري بل سمع الشِّفَاء على الْجَوْجَرِيّ وَأخذ عَن الْعباد والجوجري وَآخَرين بِالْقَاهِرَةِ فقد دَخلهَا مرَارًا

قَالَ السخاوي وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ بهَا وبالحرمين وتلا الْكثير لأبي عَمْرو على عمر البُخَارِيّ وَحضر دروس القَاضِي عبد الْقَادِر فِي

<<  <   >  >>