للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَشرح على قطر ابْن هِشَام ف غَايَة الْحسن وصنفه سنة سِتَّة عشر وَتِسْعمِائَة وَكَانَ عمره حِينَئِذٍ ثَمَانِيَة عشر سنة وَشرح على الملحة واستنبط حدوداً للنحو وَجَمعهَا فِي نَحْو كراسة ثمَّ شرحها أَيْضا فيكراريس وَلم يسْبق إِلَى مثل ذَلِك

وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ نَظِير فِي زَمَانه فِي علم النَّحْو فَكَانَ فِيهِ آيَة من آيَات الله حَتَّى أَنه سِيبَوَيْهٍ عصره رَحمَه الله

وَحكي أَنه حضر فِي الْجَامِع الْأَزْهَرِي وقارئ يقْرَأ شرح الْقطر على بعض الْمَشَايِخ فاشكل عَلَيْهِم بعض الْعبارَات فِيهِ فحفتها الذمكور وَذكر أَنه هُوَ الشَّارِح فَلم يصدقوه حَتَّى أَقَامَ الْبَيِّنَة على ذَلِك وَشهد لَهُ من كَانَ هُنَالك من اهل مَكَّة بذلك

وفيهَا فِي لَيْلَة الإثنثن لعشر لَيَال مَضَت من شهر رَجَب الْحَرَام توفّي الْفَقِيه الْعَلامَة عبد الله بن الْفَقِيه الصُّوفِي عمر بن الإِمَام الْعَلامَة عبد الله ابْن أَحْمد محزمة بعدن وعمره خمس وَسِتُّونَ سة وَكَانَ آيَة فِي الْعلم خُصُوصا الْفِقْه والفلك أَخذ عَن وَالِده الْفَقِيه الْوَلِيّ عمر وَعَمه الْعَلامَة طيب وَالْقَاضِي العلامكة عبد الله بن أَحْمد أَبَا سرومي وَكَانَ يَقُول إِنِّي اسْتَفَدْت وَالْقَاضِي الْعَلامَة عبد الله بن أَحْمد أَبَا سرومي وَكَانَ يقولإني اسْتَفَدْت من هَذَا الْوَلَد أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ مني وجد واجتهد حَتَّى برع وانتصب للتدريس وَالْفَتْوَى وَصَارَ عُمْدَة يرجع إِلَى فتواه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم وَالْفَتْوَى وَصَارَ عُمْدَة يرجع إِلَى فتواه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم وَالْفَتْوَى فِي جَمِيع جِهَات الْيمن وَقصد بالفتاوي من الْجِهَات النازظحة والأقاليم الْبَعِيدَة وكانعمه الطّيب يَقُول لَا أَسْتَطِيع مَا يَسْتَطِيع عَلَيْهِ ابْن أخي فِي حل المشكلات وتحرير الجوابات على الْمسَائِل العويصات الغامضات

وَكَانَ الشيخح الإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن الإِمَام عبد الْقَادِر الحباني يعظمه جدا ويرجحه على وَالِده وَكَانَ مُعظم تَحْصِيله عَلَيْهِ وَجل انتفاعه بِهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَيْضا من الْعلمَاء والأعلام وشيوخ الْإِسْلَام سيدنَا وَشَيخنَا الشيخالعلامة الصَّالح الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم أَبَا جَابر ومدحه الأديب أَبُو زَكَرِيَّا الدِّمَشْقِي ببيتين وهما ... ياعمري الأَصْل أَنْت مالكي ... ونافعي بفضله بَين الْبشر

<<  <   >  >>