للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت أَظُنهُ عَارض بِهَذِهِ القصيدة عَيْنِيَّة ابْن زُرَيْق الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا

(لَا تعذليه فَإِن العذل يولعه ... قد قلت حَقًا وَلَكِن لَيْسَ أسمعهُ)

)

وجيد هَذِه أَكثر من جيد تِلْكَ وَكَانَت وَفَاة ابْن الدبيثي بواسط سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة

٣ - (أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ ختن ثَعْلَب)

أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي ختن ثَعْلَب أَبُو عَليّ أحد المبرزين المصنفين فِي نحاة مصر كَانَ يخرج من مجْلِس ثَعْلَب وَهُوَ جَالس على بَاب دَاره والطلبة عِنْده فيتخطى ثعلباً وَأَصْحَابه ومحبرته مَعَه وَيتَوَجَّهُ إِلَى الْمبرد ليقْرَأ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ فيعاتبه ثَعْلَب على ذَلِك وَيَقُول إِذا رآك النَّاس تفعل هَذَا يَقُولُونَ مَاذَا فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ قَالَ المصعبي سَأَلت أَبَا عَليّ كَيفَ صَار الْمبرد أعلم بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ من ثَعْلَب قَالَ لِأَنَّهُ قَرَأَ الْكتاب على الْعلمَاء وثعلب قَرَأَهُ على نَفسه وَقدم أَبُو عَليّ الْبَصْرَة وَأخذ عَن الْمَازِني كتاب سِيبَوَيْهٍ ثمَّ دخل إِلَى بغداذ فَقَرَأَ على الْمبرد ثمَّ قدم مصر وَألف كتاب الْمُهَذّب فِي النَّحْو وَكتب فِي صَدره اخْتِلَاف الْكُوفِيّين والبصريين وَعزا كل مَسْأَلَة إِلَى صَاحبهَا وَلم يعتل لكل مِنْهُم وَلَا احْتج لَهُ فَلَمَّا أمعن فِي الْكتاب ترك الِاخْتِلَاف وَنقل مَذْهَب الْبَصرِيين وعول فِي ذَلِك على كتاب الْأَخْفَش سعيد بن مسْعدَة وَله مُخْتَصر فِي ضمائر الْقُرْآن استخرجه من كتاب الْمعَانِي للفراء وَلما قدم عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش إِلَى مصر خرج أَبُو عَليّ مِنْهَا فَلَمَّا رَجَعَ الْأَخْفَش إِلَى بغداذ عَاد أَبُو عَليّ إِلَى مصر وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ وَله كتاب إصْلَاح الْمنطق وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

٣ - (جحظة الْبَرْمَكِي)

أَحْمد بن جَعْفَر بن مُوسَى بن يحيى بن خَالِد بن برمك هُوَ أَبُو الْحسن جحظة الْبَرْمَكِي النديم لقِيه ابْن المعتز فَقَالَ لَهُ مَا حَيَوَان إِذا قلب صَار آلَة للبحرية فَقَالَ علق إِذا عكس صَار قلعاً فَقَالَ أَحْسَنت يَا جحظة فَلَزِمَهُ هَذَا اللقب وَكَانَ فِي عَيْنَيْهِ نتو جدا وَكَانَ قَبِيح المنظر وَكَانَ الْمُعْتَمد يلقبه خنياكر وَكَانَ حسن الْأَدَب كثير الرِّوَايَة للْأَخْبَار متصرفاً فِي فنون من النَّحْو واللغة والنجوم مليح الشّعْر مَقْبُول الْأَلْفَاظ حَاضر النادرة وَكَانَ طنبورياً فائقاً لَهُ من التصانيف كتاب الطبيخ كتاب مَا جمعه مِمَّا جربه المنجمون فصح من الْأَحْكَام كتاب الطنبوريتين فَضَائِل السكباج كتاب مَا شهده من الْمُعْتَمد ديوَان شعره كتاب الترنم كتاب المشاهدات وَكَانَ جحظة وسخاً قذراً دني النَّفس قَلِيل الدّين قيل عَنهُ كَانَ لَا يَصُوم شهر رَمَضَان قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن ابْن عَليّ البغداذي كَانَ جحظة عِنْد أبي يَوْمًا

<<  <  ج: ص:  >  >>