للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَمن حَاز فِي الْآدَاب مَا اقتسم الورى ... فَلَيْسَ لشَيْء مِنْهُ عَنهُ نشوز)

(وَمن ضَاعَ عرف الْفضل مِنْهُ وَلم يضع ... بجدواه عرف الْجُود فَهُوَ حريز)

(سَأَلت وَمَا الْمَسْئُول أعلم الَّذِي ... أردْت وَلَا مِنْهُ عَلَيْك بروز)

(وَقلت امْرُؤ لَا يَقْتَدِي غير أَنه ... إِمَامًا وفرداً بِالْجَوَازِ يفوز)

(وَذَاكَ فَتى أعمى نأى عَنهُ سَمعه ... وَلَيْسَ لأفعال الإِمَام يُمَيّز)

(فهاك جَوَابا وَاضحا قد أبنته ... ومثلي عَن حلّ الصعاب ضموز)

(فَإِن كَانَ هَذَا مَا أردْت فَإِنَّمَا ... بِفَضْلِك فِي الدُّنْيَا تفكّ رموز)

(وَإِن لم يكنه فَالَّذِي هُوَ لَازم ... جوابٌ لمضمون السُّؤَال يجوز)

(فَلَا زلت تبدي من فضائلك الَّتِي ... تزيد مَعَ الْإِنْفَاق وَهِي كنوز)

(فَأَنت صَلَاح الدّين وَالنَّاس والدنا ... وَأَنت خليلٌ والخليل عَزِيز)

وكتبت إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق ملغزاً

(مَا غائصٌ فِي يَابِس كلما ... تضربه سَوْطًا أَجَاد الْعَمَل)

(ذُو مقلةٍ غاص بهَا رَأسه ... وَالرَّأْس فِي الْعَادة مأوى الْمقل)

فَكتب الْجَواب من وقته

(لله لغزٌ فاق فِي حسنه ... فظلّ فِي الألغاز فَردا فضل)

(أرَاهُ فِي المثقاب إِن لم يكن ... قد غَابَ عَن فَاسد فكري فضل)

وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ أبياتاً يخرج مِنْهَا الضَّمِير على الْعَادة لكنه عكس الْعدَد فَجعل للْأولِ سِتَّة عشر وَللثَّانِي ثَمَانِيَة وللثالث أَرْبَعَة وللرابع اثْنَيْنِ وللخامس وَاحِدًا وَهِي

(أغنّ عناني لَا أفِيق لظلمه ... ويطمعني فِي أَن يفكّ عناء)

(يذود أُنَاسًا لَا يصدهم صداً ... يزِيد ضناهم مَا يرى ويشاء)

(خلا حَيْثُ أضحى فِي حَشا كل شيق ... جليّ خصالٍ لَاحَ لَيْسَ خَفَاء)

(وكل الورى تزهو بِعَارِض خَاله ... لغرته ضوء الصَّباح إزاء)

(إِذا قَالَ آتِي خَان غيّاً لجهله ... يظنّ الضنى إِن جَاءَ زَالَ شقاء)

)

٣ - (الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن صبح)

أَحْمد بن عَليّ بن صبح الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن صبح أحد مقدم الألوف بِدِمَشْق كَانَ وَالِده الْأَمِير عَلَاء الدّين لَهُ خُصُوصِيَّة زَائِدَة بالأفرم وَلما حضر الْملك النَّاصِر مُحَمَّد من الكرك فِي الْمرة الْأَخِيرَة وَجلسَ على كرْسِي ملكه بِالْقَاهِرَةِ أمسك الْأَمِير عَلَاء الدّين وَأقَام فِي السجْن مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأطْلقهُ من الاعتقال بالإسكندرية وَأَعَادَهُ إِلَى دمشق أَمِير طبلخاناه فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله

<<  <  ج: ص:  >  >>