للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لكفايته وَكَانَ قد ولاه ولَايَة الْوُلَاة بالصفقة الْقبلية فباشرها على أحسن مَا يكون من المهابة وَالْأَمَانَة والعفة وَبلغ خَبره السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَطَلَبه وولاه كاشفاً بالشرقية فباشرها على أحسن مَا يكون وَلما توجه الفخري لحصار النَّاصِر أَحْمد فِي الكرك كَانَ الْأَمِير شهَاب الدّين مَعَه وَحضر مَعَه إِلَى دمشق وَكَانَ صُورَة حَاجِب وَلما تَوَجَّهت العساكر صُحْبَة الفخري إِلَى مصر توجه مَعَه وجهزه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة لَقلت الطنبغا وقوصون وطاجار الدوادار وَمن كَانَ فِي الاعتقال ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى دمشق وَلم يزل بهَا يظْهر فِي مُهِمّ بعد مُهِمّ إِلَى أَن أعطي إمرة مائَة وتقدمة ألف وجرد فِي نوبَة سنجار صُحْبَة العساكر وَلما أمسك الْوَزير منجك اتهمه الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي بِأَنَّهُ من جِهَة منجك فرسم النَّاصِر حسن باعتقاله فِي قلعة دمشق فاعتقل هُوَ والأمير سيف الدّين ملك آص فِي يَوْم الْخَمِيس عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة ثمَّ إِنَّه أفرج عَنهُ فِي شهر صفر من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ إِنَّه ورد المرسوم الشريف عَن الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين بِأَن يتَوَجَّه إِلَى غَزَّة وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة فَتوجه إِلَيْهَا فَكتبت إِلَيْهِ

(بأفق غَزَّة نورٌ ... أضا بِهِ كل جنح)

(لم لَا ينير دجاها ... وَقد أَتَاهَا ابْن صبح)

٣ - (الْأَصْبَهَانِيّ)

أَحْمد بن عُلْوِيَّهُ الْأَصْبَهَانِيّ الكراني قَالَ حَمْزَة كَانَ صَاحب لُغَة يتعاطى التَّأْدِيب وَيَقُول الشّعْر الْجيد ثمَّ رفض التَّأْدِيب وَصَارَ من أَصْحَاب أَحْمد بن عبد الْعَزِيز ودلف بن أبي دلف الْعجلِيّ وَله رِسَالَة مختارة دوّنها أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن سعد فِي كِتَابه المُصَنّف فِي الرسائل وَله ثَمَانِيَة كتب فِي الدُّعَاء من إنشائه ورسالة فِي الخضاب والشيب وَمن شعره)

(إِذا مَا جنى الْجَانِي عَلَيْهِ جِنَايَة ... عَفا كرماً عَن ذَنبه لَا تكرما)

(ويوسعه رفقا يكَاد لبسطه ... يودّ برِئ الْقَوْم لَو كَانَ مجرما)

قلت هُوَ من قَول الأول مَا زلت فِي الْبَذْل والنوال وَإِطْلَاق لعانٍ بجرمه علق

(حَتَّى تمنى البراة أَنهم ... عنْدك أضحوا فِي القدّ وَالْحلق)

وَمن شعر أَحْمد بن عُلْوِيَّهُ

(دنيا مغبة من أثرى بهَا عدم ... ولذةٌ تَنْقَضِي من بعْدهَا نَدم)

(وَفِي الْمنون لأهل اللبّ معتبرٌ ... وَفِي تزوّدهم مِنْهَا التقى غنم)

(والمرء يسْعَى لفضل الرزق مُجْتَهدا ... وَمَا لَهُ غير مَا قد خطّه الْقَلَم)

<<  <  ج: ص:  >  >>