للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الطقصبا علم الدّين الناصري)

الطقصبا الناصري الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين التركي شيخ عَاقل مهيب مَوْصُوف بالشجاعة روى عَن سبط السلَفِي وَكَانَ من قدماء أُمَرَاء دمشق أَصَابَهُ زيار فِي حِصَار قلاع الأرمن فِي ركبته فَحمل إِلَى حلب وَمَات فِي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة

[ألطنبغا]

٣ - (نَائِب حلب ودمشق)

ألطنبغا الْأَمِير عَلَاء الدّين الْحَاجِب الناصري ولاه أستاذه الْملك النَّاصِر نِيَابَة حلب بعد سودي فَعمل نيابتها على أحسن مَا يكون لِأَنَّهُ كَانَ خيرا خَبِيرا درباً مثقفاً وَعمر بهَا جَامعا حسنا وَلم يزل بهَا إِلَى أَوَائِل سنة سبع وَعشْرين فَأحْضرهُ مَعَ الْأَمِير سيف الدّين ألجاي الدوادار فَلَمَّا كَانَ بِدِمَشْق التقى هُوَ والأمير سيف الدّين أرغون الداودار وَتوجه هُوَ إِلَى مصر وَتوجه أرغون إِلَى حلب وَلم يزل مُقيما بِمصْر فِي جملَة الْأُمَرَاء الْكِبَار إِلَى أَن مَاتَ أرغون فَأَعَادَهُ السُّلْطَان إِلَى حلب نَائِبا وَفَرح بِهِ أهل حلب وَلم يزل بهَا إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب دمشق فَطَلَبه السُّلْطَان إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهِ فَمَا أقبل عَلَيْهِ وَبَقِي على بَاب الإسطبل وَالسُّلْطَان يطعم الْجَوَارِح بالميدان وَلم يستحضره حَتَّى فرغ وَبَقِي مُقيما بالقلعة إِلَى أَن حضر تنكز وَخرج السُّلْطَان وتلقاه إِلَى بِئْر الْبَيْضَاء كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمته فَلَمَّا اسْتَقر تنكز بِبَاب السُّلْطَان أخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا إِلَى غَزَّة نَائِبا فَخرج إِلَيْهَا وَبعد شهر وَنصف خرج الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى الشَّام عَائِدًا فَلَمَّا قَارب غَزَّة تَلقاهُ الْأَمِير عَلَاء الدّين وَضرب لَهُ خاماً وأنزله عِنْده وَعمل لَهُ طَعَاما فَأكل مِنْهُ وأحضر بَنَاته لَهُ فتوجع لَهُ تنكز وَأَقْبل عَلَيْهِ وخلع عَلَيْهِ وَتوجه إِلَى دمشق وَلم يزل ألطنبغا بغزةً نَائِبا إِلَى أَن أمسك السُّلْطَان تنكز فرسم لألطنبغا بنيابة دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس الْمحرم ودخلها والأمير سيف الدّين بشتاك والحاج أرقطاي وبرسبغا وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا قد حَضَرُوا إِلَى دمشق عقيب إمْسَاك تنكز

وَلم يزل بِدِمَشْق نَائِبا إِلَى أَن خلع الْمَنْصُور أَبُو بكر وَتَوَلَّى الْأَشْرَف كجك وتنفس الْأَمِير سيف الدّين طشتمر بِسَبَب خلع الْمَنْصُور ومحاصرة النَّاصِر أَحْمد فِي الكرك فخافه الْأَمِير سيف الدّين قوصون واستوحى الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا عَلَيْهِ وَكَانَ فِي نفس ألطنبغا مِنْهُ)

فجرت بَينهمَا مكاتبات وَحمل ألطنبغا حَظّ نَفسه عَلَيْهِ بزائد فتجهز إِلَيْهِ بالعساكر وَخرج يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة فِي مطر عَظِيم زَائِد وَالنَّاس يدعونَ عَلَيْهِ بِعَدَمِ السَّلامَة لِأَن عوام دمشق كرهوه كَرَاهِيَة زَائِدَة وَكَانُوا يَسُبُّونَهُ فِي وَجهه وَيدعونَ عَلَيْهِ ونشب سِنَان الشطفة من خَلفه فِي بعض السقائف فانكسر فتفاءل النَّاس لَهُ بالشؤم وَلم يزل سائراً إِلَى سلمية فَجَاءَهُ الْخَبَر بِأَن طشتمر هرب من حلب فساق وَرَاءه إِلَى حلب وَنهب أَمْوَاله وحواصله وذخائره وفرقها على الْأُمَرَاء والجند نَفَقَة

<<  <  ج: ص:  >  >>