للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليا بَرِيء من دم عُثْمَان وَأَن مُعَاوِيَة لبس عَلَيْهِم ذَلِك فَأَرَادَ التشتت على مُعَاوِيَة فعاجلته الْمنية بصفين سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَلما قتل ذُو الكلاع أرسل ابْنه إِلَى الْأَشْعَث يرغب إِلَيْهِ فِي جثة أَبِيه ليأذن لَهُ فِي أَخذهَا وَكَانَ فِي الميسرة فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَث إِنِّي أَخَاف أَن يتهمني أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَكِن عَلَيْك سعيد بن قيس فَأذن لَهُ فَوَجَدَهُ قد ربط بِرجلِهِ طُنب فسطاط فَحله وَحمله إِلَى عَسْكَرهمْ قَالَ عَمْرو بن شُرَحْبِيل رَأَيْت عمار بن يَاسر وَذَا الكلاع فِي الْمَنَام فِي ثِيَاب بيض فِي أقبية الْجنَّة فَقلت ألم يقتل بَعْضكُم بَعْضًا فَقَالَا بلَى وَلَكنَّا وجدنَا الله وَاسع الْمَغْفِرَة

(أيلبا مَمْلُوك طغتكين)

أيلبا مَمْلُوك طغتكين كَانَ فِي خدمَة شمس الْمُلُوك ابْن أستاذه فاتفق أَن خرج شمس الْمُلُوك إِلَى صيدنايا يتصيد وَكَانَت سيرته قد ساءت فَانْفَرد شمس الْمُلُوك فَضَربهُ أيلبا بِالسَّيْفِ ضَرْبَة هائلة فَانْقَلَبَ السَّيْف فِي يَده وَرمى شمس الْمُلُوك بِنَفسِهِ إِلَى الأَرْض فَضَربهُ أُخْرَى فَوَقَعت فِي عنق الْفرس فأتلفته وَحَال بَينهمَا الْفرس وَانْهَزَمَ أيلبا وَعَاد إِلَى دمشق شمس الْمُلُوك سالما وَسَار الغلمان فِي طلب أيلبا فَقَاتلهُمْ وظفروا بِهِ فَلَمَّا جاؤوا بِهِ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ مَا الَّذِي حملك على هَذَا قَالَ لم أَفعلهُ إِلَّا تقرباً إِلَى الله تَعَالَى لأريح الْمُسلمين مِنْك لِأَنَّك قد ظلمت الْمَسَاكِين وضعفاء النَّاس وَإِن معي فلَانا وَفُلَانًا وكلنَا قد اتفقنا عَلَيْك

فَجمع المتهومين وَقتل الْكل صبرا وَأول مَا قتل أيلبا وَلم يكفه قتل المتهومين حَتَّى اتهمَ أَخَاهُ سونج فَتَركه فِي بَيت وسد عَلَيْهِ الْبَاب فَمَاتَ جوعا وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة

(إيل غَازِي)

٣ - (صَاحب ماردين)

إيل غَازِي الْأَمِير نجم الدّين بن أرتق بن أكسب التركماني صَاحب ماردين كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ سقمان من أُمَرَاء الْملك تتش صَاحب الشَّام إقطاعهما الْقُدس قبل الفرنج وَاسْتولى إيلغازي على ماردين وَحَارب الفرنج غير مرّة وَكَانَ شجاعاً مهيباً تملك حلب بعد أَوْلَاد رضوَان ابْن تتش وَملك ميافارقين وَتُوفِّي بميافارقين سنة سِتّ عشرَة

<<  <  ج: ص:  >  >>