للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّاس مَا قَالَ الله تَعَالَى إِلَّا سَبْعُونَ ذِرَاعا قَالَ هَذِه أعدت لبغا وباغر ووصيف وأمثالهم وَأما السبعون فلكم أَنْتُم

٣ - (الدوادار الناصري)

بغا الداودار الناصري كَانَ دواداراً صَغِيرا وألجاي كَبِيرا فَلَمَّا مَاتَ ألجاي ظن بغا أَن السُّلْطَان مَا يعدل عَنهُ لِأَن بغا كَانَ أقدم مِنْهُ وأكبر فِي بَيت السُّلْطَان فولى صَلَاح الدّين يُوسُف دوادار قبجق الْوَظِيفَة فيئس بغا من ذَلِك فَلَمَّا كَانَ بعد سنة عزل السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَأخرجه إِلَى صفد واستقل بغا بالوظيفة وَكَانَ خيرا عَاقِلا إِلَّا أَنه كَانَ يمِيل إِلَى الشَّبَاب

وَكَانَت بِهِ فرحة يتعلل بهَا وَيَنْقَطِع فِي حجَّة ذَلِك ويخلو بِنَفسِهِ مَعَ أُولَئِكَ الشَّبَاب وَرُبمَا اسْتعْمل شَيْئا من الشَّرَاب على مَا قيل وَاتفقَ أَن قدم قصَّة للسُّلْطَان على لِسَان ابْن الدجيجاتي التَّاجِر لِأَن النشو كَانَ قد رمى عَلَيْهِ شَيْئا من متجر الْخَاص فَلَمَّا علم النشو بذلك عمل عَلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان هُوَ وَغَيره وَكَانَ ذَلِك اللّعب مِنْهُ على ذهن السُّلْطَان مِنْهُ وَفِي نَفسه مِنْهُ فَعَزله من الْوَظِيفَة وَأخرجه إِلَى صفد فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسيرَة وَمَات فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَلم تكن لَهُ طبلخاناه أبدا بل كَانَت لَهُ عشرَة رَحمَه الله تَعَالَى

(بَغْدَاد بنت جوبان)

بَغْدَاد خاتون ابْنة النوين جوبان كَانَ السُّلْطَان بو سعيد يُحِبهَا ويميل إِلَيْهَا ميلًا عَظِيما إِلَى الْغَايَة وَكَانَ أَبوهَا لَا يَدعهَا تقرب من الأردو وَلَكِن تكون غَائِبَة مَعَ زَوجهَا الشَّيْخ حسن هُنَا وَهنا فَلَمَّا قتل بو سعيد أخاها دمشق خواجا وهر بأبوها جوبان ثمَّ قتل وَدخل أَخُوهَا تمرتاش إِلَى مصر تمكن بو سعيد مِنْهَا وَأَخذهَا من زَوجهَا وَصَارَت عِنْده مكينة لَهَا الحكم فِي الممالك وَلها وزيرة وتركب فِي موكب من الخواتين وتشد فِي وَسطهَا السَّيْف وتحكمت وهرب مِنْهَا عَليّ باشا أَخُو أم بو سعيد وخاله وَلم يَأْخُذهُ فِي هَواهَا لومة لائم وَلم تزل كَذَلِك على مَا هِيَ عَلَيْهِ من المكانة عِنْد بو سعيد حَتَّى مَاتَ وتملك أربكوون الْمَذْكُور فِيمَا تقدم فَأَخذهَا وقتلها سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَت كَثِيرَة التنقيب على أَخْبَار أَخِيهَا تمرتاش الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف التَّاء فِي مَوْضِعه أَخْبرنِي الخواجا مجد الدّين إِسْمَاعِيل السلَامِي قَالَ لما كنت بالأردو وعزمت على الْحُضُور إِلَى خدمَة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر رحت إِلَيْهَا أودعها وأخدمها قَالَ فَقَالَت لي يَا خواجا سلم على السُّلْطَان وَقل لَهُ أَنا بنته وجاريته وأشتهي أَن لَا يخباني عَن حَاجَة فَأَنت ترى تصرفي وأمري فِي الأردو والممالك فَلَا يكون يطْلب من غَيْرِي فَقَالَ فَضربت لَهَا جوكا ودعوت فَقَالَت يَا خواجا أريدك تطلب أخي من السُّلْطَان حَتَّى آراه قَالَ فَضربت جوكا وبهت حيرةً لَا أَدْرِي مَا أَقُول

ثمَّ ألهمني الله أَن قلت وَالله يَا خوندكار أَنا مَا أَنا قدر هَذَا الْكَلَام هَذَا مَا يتحدث فِيهِ إِلَّا قان كَبِير مثله فَقَالَت صدقت إِلَّا يَا خواجا قطّ مَا يَجِيء أحد من عنْدكُمْ فأساله عَن أخي فَيَقُول

<<  <  ج: ص:  >  >>