للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يَا صَاحِبي صبا قلبِي لدستان ... بغادة وَجههَا والبدر سيان)

(مَا دونهَا قصد تدمى أسستها ... إِلَّا المصاليت من أَبنَاء قحطان)

(من كَانَ يملك ملْء الْكيس من ذهب ... زفت إِلَيْهِ وكيسي غير ملآن)

(أَشْكُو إِلَى الله أَنِّي لَيْسَ يَنْفَعنِي ... علم الْخَلِيل وَلَا نَحْو ابْن سَعْدَان)

(فِي است أم علمي وآدابي وفلسفتي ... وَلَو أحطت بِعلم الْأنس والجان)

فَوَقَعت الأبيات إِلَى بكر الْمَذْكُور فَوَقع تحتهَا

(يَا من شكا وصبا وجدا بدستان ... لَو عف طرفك لم يرجع بأحزان)

(وَلَيْسَ يَجْزِي لعمري النَّحْو ذَا كلف ... وَلَا الْعرُوض وَلَا أشعار حسان)

)

(وَقد أمرنَا بِمَا يَنْفِي الصدود وَمَا ... يدني النجاح بِمَا يهوى الشجيان)

(فصر إِلَى غَانِم حَتَّى يوفرها ... وَابْشَرْ بجائزة أُخْرَى لدستان)

ثمَّ وَقع إِلَى غَانِم الْوَكِيل بِإِخْرَاج خمس مائَة دِينَار إِلَى عبد الرَّحْمَن لثمن دستان وبعشرة أَثوَاب ألوان لَهَا

٣ - (الصَّابُونِي القيرواني)

بكر بن عَليّ الصَّابُونِي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَيخا معمراً شَاعِرًا مطبوعاً حلواً نَوَادِر ومقالعة وهجاء خَبِيث وأقدر النَّاس على مهاترة وبديهة وَهُوَ مَعَ ذَلِك نفي الشيبة وَالثيَاب حسن الصمت وَكَانَ مُولَعا بأذى أبي بكر ابْن الوسطاني وَضرب بَينه وَبَين القَاضِي محمّد بن عبد الله بن هَاشم عَدَاوَة كَانَت سَبَب خُرُوجه من القيروان ناجياً بِرُوحِهِ إِلَى مصر

وَكَانَ قد صنع قبل ذَلِك قصيدة أَولهَا

(أمرض بالوعظ الْقُلُوب الصِّحَاح ... مَا قَالَه الْهَاتِف عِنْد الصَّباح)

(أيقظني من نومتي فِي الدجى ... شخص سَمِعت القَوْل مِنْهُ كفاح)

(يَقُول كم ترقد يَا غافلاً ... والدهر إِن لم يغد بِالْمَوْتِ رَاح)

(تركن للدنيا كَأَن لَا براح ... مِنْهَا وتغدو لاهياً فِي مزاح)

(مَا الدَّهْر وَالْأَيَّام فِي مرها ... إِلَّا كبرق خاطف حِين لَاحَ)

مدح فِيهَا عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب بعد مواعظ كَثِيرَة وهجا ابْن الوسطاني أقبح هجاء وَذكر أَنه يسْتَتر بالعزائم والرقي وَيسر الْفسق وَالزِّنَا وَزَاد على الإقذاع وأنشده إِيَّاهَا حذاء بَاب السَّلَام بِحَضْرَة أَشْيَاخ الدولة وَكَانَ الرَّائِي الشَّاعِر حَاضرا وَله عناية بِابْن الوسطاني فَقَالَ أتيت بِشعر غَيْرك تسفه بِهِ على أهل الرتب بَين أَيدي الْمُلُوك أَو الله إِنَّك مُسْتَحقّ للعقوبة

قَالَ أما

<<  <  ج: ص:  >  >>