للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسكن جبلي مزينة الْأَشْعر والأجرد وَيَأْتِي الْمَدِينَة كثيرا وَيُقَال كَانَ أول من قدم من مزينة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رجال مِنْهُم فِي رَجَب سنة خمس من الْهِجْرَة وَقدم مصر لغزو أفريقية وَحمل لِوَاء مزينة وأقطعه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معادن الْقبلية والعقيق وَكَانَ مُسْتَعْملا على الْحمى أَيَّام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتِّينَ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَله ثَمَانُون سنة وَله دَار بِالْبَصْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

٣ - (ابْن أبي بردة الْأَشْعَرِيّ)

بِلَال بن أبي بردة عَامر بِي أبي مُوسَى عبد الله بن قيس أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو عبد الله الْأَشْعَرِيّ الْبَصْرِيّ ولي أَمر الْبَصْرَة وَحدث عَن أَبِيه وَعَمه أبي بكر وَأنس بن مَالك وروى عَنهُ قَتَادَة وثابت وَغَيرهمَا وَفد على عمر بِي عبد الْعَزِيز لما ولي الْخلَافَة بخناصرة فهنأه)

فَقَالَ من كَانَت الْخلَافَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ شرفته فقد شرفتها وَمن كَانَت زانته فقد زينتها وَأَنت وَالله كَمَا قَالَ مَالك بن أَسمَاء

(وتزيدين أطيب الطّيب طيبا ... أَن تمسيه أَيْن مثلك أَيّنَا)

(وَإِذا الدّرّ زَان حسن وُجُوه ... كَانَ للدر حسن وَجهك زينا)

فجزاه عمر خيرا وَلزِمَ بِلَال الْمَسْجِد يُصَلِّي وَيقْرَأ ليله ونهاره فهم عمر أَن يوليه الْعرَاق ثمَّ قَالَ هَذَا رجل لَهُ فضل فَدس إِلَيْهِ ثِقَة لَهُ فَقَالَ لَهُ إِن عملت لَك فِي ولَايَة الْعرَاق مَا تُعْطِينِي فضمن لَهُ مَالا جَلِيلًا فَأخْبر بذلك عمر فنفاه وَأخرجه وَقَالَ يَا أهل الْعرَاق إِن صَاحبكُم أعطي مقولاً وَلم يُعْط معقولاً وزادت بلاغته ونقصت زهادته وَكَانَت ولَايَته لِلْبَصْرَةِ من جِهَة خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي تولى بهَا الشرطة وَالصَّلَاة وَالْقَضَاء فَبَقيت ولَايَته عشر سِنِين فَلَمَّا ولي الْعرَاق يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ حَبسه وَكَانَ من عَادَته أم من مَاتَ فِي السجْن سلمه إِلَى أَهله فَأعْطى بِلَال للسجان مائَة ألف دِرْهَم على أَن يعلم يُوسُف بن عمر أَنه مَاتَ رَجَاء أَن يُسلمهُ إِلَى أَهله فَقَالَ يُوسُف أرنيه مَيتا فجَاء السجان فغمه إِلَى أَن مَاتَ وَأرَاهُ إِيَّاه وَقيل لذِي الرمة لم خصصت بِلَال بن أبي بردة بمدحك قَالَ لِأَنَّهُ أوطأ مضجعي وَأكْرم مجلسي فَحق لي إِذْ وضع معروفه عِنْدِي أَن يستولي على شكري وَكَانَ بِلَال ذَا رَأْي ودهاء وَكَانَ من الْأكلَة ذكر الْمَدَائِنِي أَنه أرسل إِلَى قصاب سحرًا قَالَ فَدخلت عَلَيْهِ فَوَجَدته وَبَين يَدَيْهِ كانون وَعِنْده تَيْس ضخم فَقَالَ اذبحه واسلخه وكبب لَحْمه وَجعل يشوي شَيْئا بعد شَيْء فَأَكله اجْمَعْ وَجَاءَت

<<  <  ج: ص:  >  >>