للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(بيدرا نَائِب الْأَشْرَف)

بيدرا الْأَمِير بدر الدّين بيدرا نَائِب الدولة الأشرفية كَانَ أعز النَّاس عِنْد أستاذه الْملك الْمَنْصُور قلاوون من كبار المقدمين فِي دولته فَلَمَّا ملك الْأَشْرَف جعله أتابكاً وَكَانَ يرجع إِلَى دين وَعدل وعقل وَيُحب الْكتب فِي أَنْوَاع الْعُلُوم واقتنى مِنْهَا جملَة واستنسخ مِنْهَا أَيْضا جملَة وملكت من كتبه الْكَامِل لِابْنِ الْأَثِير فِي اثْنَتَيْ عشرَة مجلدة كتبهَا لَهُ الوطواط جمال الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْوراق الْمَذْكُور فِي المحمدين وَكَانَ يحب الْفُضَلَاء ويقدمهم ويكرمهم لكنه خرج على مخدومه وسَاق إِلَيْهِ وَقَتله هُوَ وحسام الدّين على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْملك الْأَشْرَف وَرجع تَحت عصائب السلطنة وحلفوا لَهُ ووعدوه بِالْملكِ فَلم يتم لَهُ أَمر وقتلوه من الْغَد فِي ثَالِث عشر الْمحرم وَلم يتكهل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَله فِي تَرْجَمَة الْملك الْأَشْرَف ذكر وَكَانَ حسن الْوَجْه وَلما عَاد الْأَشْرَف من فتح قلعة الرّوم إِلَى دمشق توجه بيدرا بالعساكر المصرية إِلَى بعلبك وقصدوا جبل الجردتين والكسروانتين ثمَّ حصل الفتور فِي أَمرهم لِأَن بعض الْعَسْكَر طلع الْجَبَل فأمسكوهم وَعَاد الْبَاقُونَ مكسورين وَآخر الْأَمر اتّفق الْأَمر على إِخْرَاج جمَاعَة من الفلاحين من الحبوس وانصلحت قضيتهم وَعَاد بيدرا إِلَى دمشق فَلَقِيَهُ الْأَشْرَف وَأَقْبل عَلَيْهِ وترجل لَهُ للسلام عَلَيْهِ وَنبهَ الْوَزير ابْن)

السلعوس للسُّلْطَان على أَن بيدرا ارتشى من أهل الْجَبَل فَعَاتَبَهُ السُّلْطَان على ذَلِك فانزعج لذَلِك وَمرض مَرضا شَدِيدا وشنع أَنه سقِِي السم ثمَّ عوفي من مَرضه وَعمل ختمة عَظِيمَة فِي الْجَامِع الْأمَوِي وحضرها الْأُمَرَاء والقضاة وَالْعُلَمَاء وأشعلوا الْجَامِع مثل لَيْلَة النّصْف وَتصدق السُّلْطَان عَنهُ بِصَدقَة كَثِيرَة قبل ذَلِك وسامح بالبواقي الَّتِي على الضَّمَان وَأطلق أهل السجون وَتصدق بيدرا من مَاله بِشَيْء كثير وَنزل عَن كثير مِمَّا كَانَ قد اغتصبه من الضمانات وَمَا يجْرِي مجْراهَا وجرح مرّة بِالرُّمْحِ فِي وَجهه فَقَالَ السراج الْوراق وَمن خطه نقلت

(عجبا لرمح فِي يَمِينك طرفه ... من جرْأَة فِيهِ لطرفك طامح)

(وَلَو أَنه فِي غير كفك مَا ارْتقى ... يَوْمًا وَلَو كَانَ السماك الرامح)

ونقلت من خطّ عَلَاء الدّين الوداعي

(عمرت بعدلكم الْبِلَاد وَأَقْبَلت ... فنرى ربوعاً أَو ربيعاً أخضرا)

(وَالنَّاس كلهم لِسَان وَاحِد ... دَاع أدام الله دولة بيدرا)

(بيرح الطَّاحِي)

بيرح بِالْبَاء الْمُوَحدَة مَفْتُوحَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَالرَّاء مَفْتُوحَة

<<  <  ج: ص:  >  >>