للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لسلمت تَسْلِيم البشاشة أوزقا ... إِلَيْهَا صدى من جَانب الْقَبْر صائح)

(وأغبط من ليلى بِمَا لَا أناله ... أَلا كل مَا قرت بِهِ الْعين صَالح)

فَمَا باله لم يسلم عَليّ كَمَا قَالَ وَكَانَت إِلَى جَانب الْقَبْر بومة كامنة فَلَمَّا رَأَتْ الهودج واضطرابه فزعت وطارت فِي وَجه الْجمل فنفر فَرمى بليلى على رَأسهَا فَمَاتَتْ من وَقتهَا فدفنت إِلَى جَانِبه قلت مَا كذب بعد مَوته لِأَنَّهُ قَالَ أَو زقا إِلَيْهَا صدى من جَانب الْقَبْر

والصدى هُوَ ذكر البوم وَهَذَا من عجائب الاتفاقات ولتوبة بن الْحمير قصَّة مَعَ مَالك بن الريب الْمَازِني اللص الشَّاعِر سَوف يَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة مَالك وَأما ليلى الأخيلية فَيَأْتِي لَهَا تَرْجَمَة مُفْردَة فِي حرف اللَّام

٣ - (الصاحب تَقِيّ الدّين)

تَوْبَة بن عَليّ بن مهَاجر بن شُجَاع بن تَوْبَة الصاحب تَقِيّ الدّين أَبُو الْبَقَاء الربعِي التكريتي الْمَعْرُوف بِالْبيعِ ولد يَوْم عَرَفَة بِعَرَفَة سنة عشْرين وست مائَة وتعانى التِّجَارَة وَالسّفر وَعرف السُّلْطَان حَال إمرته وعامله وخدمه فَلَمَّا تسلطن مخدومه الْملك الْمَنْصُور ولاه وزارة الشَّام ثمَّ عَزله ثمَّ ولي وصودر غير مرّة ثمَّ يُسلمهُ الله تَعَالَى وَكَانَ مَعَ ظلمه فِيهِ مُرُوءَة وَحسن إِسْلَام وتقرب إِلَى أهل الْخَيْر وَعدم خبث وَله همة عالية وَفِيه سماحة وَحسن خلق ومزاح واقتنى الْخَيل المسومة وَبنى الدّور الْحَسَنَة وَاشْترى المماليك الملاح وَعمر لنَفسِهِ تربة كَبِيرَة تصلح للْملك وَبهَا دفن لما مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة وَحضر جنَازَته ملك الْأُمَرَاء والقضاة يُقَال عَنهُ أَنه كَانَ عِنْده مَمْلُوك مليح اسْمه أقطوان فَخرج لَيْلَة يسير وأقطوان خَلفه إِلَى وَادي الربوة فَمر على مسطول وَهُوَ نَائِم فَلَمَّا أحس بركض الْخَيل فتح عَيْنَيْهِ وَقَالَ يَا الله تَوْبَة فَقَالَ والك يَا أبلم إيش تعْمل بتوبة وَاحِد شيخ نحس أطلب مِنْهُ أقطوان أحب إِلَيْك ولشمس الدّين بن مَنْصُور موقع غَزَّة فِيهِ وَقد أُعِيد إِلَى الوزارة وَقد مر ذَلِك بِسَنَدِهِ فِي تَرْجَمته فِي المحمدين

(عتبت على الزَّمَان وَقلت مهلا ... أَقمت على الْخَنَا ولبست ثَوْبه)

)

(ففاق من التجاهل والتعامي ... وَعَاد إِلَى التقى وأتى بتوبه)

ونقلت من خطّ عَلَاء الدّين عَليّ بن مظفر الوداعي مَا كتبه إِلَى الصاحب تَقِيّ الدّين وَقد سقط من على حصان

(فَدَيْنَاك لَا تخش من وقْعَة ... فَإِن وقوعك للْأَرْض فَخر)

(سُقُوط الْغَمَام بفصل الرّبيع ... فَفِي الْبر بر وَفِي الْبَحْر در)

<<  <  ج: ص:  >  >>