للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْقَلِيل حَتَّى واطأ الْحسن جَارِيَة تخْدم أَبَاهُ فأدخلته لَيْلًا عَلَيْهِ فَقتله بمعونة الْجَارِيَة وغلامٍ آخر لَهُ على ذَلِك

ثمَّ إِن حسنا الْمَذْكُور قَتلهمَا بعد ذَلِك وَقعد فِي مَكَان أَبِيه والعيون تنثني عَنهُ والقلوب تنفر مِنْهُ

فامتعض رَاجِح بن قَتَادَة من قتل أَبِيه وَكَون قَاتله يَأْخُذ ملكه فَلَمَّا وصل آقباش التركي أَمِير الركب الْعِرَاقِيّ إِلَى مَكَّة اجْتمع بِهِ راجحٌ وَشرح لَهُ الْقِصَّة وَسَأَلَ مِنْهُ أَن يعضده فِي أَخذ ثأر أَبِيه ويلتزم من الْخدمَة وَالطَّاعَة مَا يجب للديوان الْعَزِيز

فنهي الْخَبَر إِلَى حسنٍ الْمَذْكُور فأغلق أَبْوَاب مَكَّة وَمنع النَّاس من الدُّخُول إِلَيْهَا وَالْخُرُوج عَنْهَا واقتتلوا وَقتل الْأَمِير الْمَذْكُور وَنهب النَّاس وفتك بهم

ثمَّ إِن حسنا الْمَذْكُور مَاتَ طريداً غَرِيبا لِأَن الْملك المسعود بن الْكَامِل بن أَيُّوب استولى على مَكَّة وهرب حسنٌ الْمَذْكُور إِلَى بَغْدَاد وَمرض بهَا وَكَانَ يرى أَبَاهُ فِي النّوم يَجِيء إِلَيْهِ وَيَضَع يَده فِي خناقه فينتبه مذعوراً ويسمعه من فِي الْبَيْت وَهُوَ يَقُول بِاللَّه لَا تفعل وَهُوَ كالمتخبط وَكَانَ فِي الزقاق الَّذِي سكن فِيهِ امرأةٌ مَشْهُورَة بالصلاح فَسَأَلَ أَن يحمل إِلَيْهَا على سَرِير فَلَمَّا حصل بَين يَديهَا قَالَ لَهَا أُرِيد مِنْك دَعْوَة وَأَنا على مُفَارقَة الدُّنْيَا قَالَت وَمَا هِيَ قَالَ أَن يغْفر الله لي فقد قتلت أبي وسفكت دِمَاء الْحجَّاج فِي الْحرم وصلبت أَمِيرهمْ فِي الْمَسْعَى وعصيت الْخَلِيفَة وَقطعت السبل وظلمت الْخلق وَمَا صليت للخالق رَكْعَة قطّ

قَالَ الريحاني فضرطت بملء فِيهَا فَقَالَ مَا هَذَا وَأَيْنَ الَّذِي شهر مِنْك الصّلاح فَقَالَت لَهُ كل)

شَيْء فِي مَكَانَهُ مليحٌ فَقَالَ احْمِلُونِي فَأَنا الْجَاهِل الَّذِي حسبت أَنه يَجِيء من نسَاء بَغْدَاد صالحةٌ أبدا وَمَات سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة ثمَّ إِن أَخَاهُ استولى بعد ذَلِك على ملك مَكَّة

٣ - (الْأَمِير الطَّائِي)

حسن بن قَحْطَبَةَ بن شبيب الطَّائِي كَانَ أَمِيرا من أكبر قواد الرشيد وَكَانَ من رجالات النَّاس توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة

<<  <  ج: ص:  >  >>