للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(أم لتِلْك الغزلان حسن وجوهٍ ... لَو تراءت للحزن أصبح سهلا)

أَيْن ذَاك العرار من صبغة الْورْد إِذا جَاءَهُ النسيم وطلا

(ألدار السَّلَام فِي الأَرْض شبهٌ ... معجزٌ أَن ترى لبغداد مثلا)

كل يَوْم تبدي وُجُوهًا خلاف الأمس حسنا كَأَنَّمَا هِيَ حُبْلَى قلت شعر متوسط

٣ - (صَاحب فخ الْعلوِي)

الْحُسَيْن بن عَليّ بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَأمه زَيْنَب بنت عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ صَاحب فخ

كَانَ وَالِده كثير الْعِبَادَة فَنَشَأَ الْحُسَيْن أحسن نشءٍ لَهُ فضلٌ فِي نَفسه وصلاحٌ وسخاءٌ وشجاعةٌ

قدم على الْمهْدي بَغْدَاد فرعى حرمته وَحفظ قرَابَته ووهبه عشْرين ألف دِينَار ففرقها بِبَغْدَاد والكوفة على قرائبه ومواليه وَمَا عَاد إِلَى الْمَدِينَة إِلَّا بقرض وَمَا كسوته إِلَّا جبةٌ كَانَت عَلَيْهِ وإزارٌ كَانَ لفراشه)

حَتَّى ولي الْهَادِي فَأمر على الْمَدِينَة رجلا من ولد عمر بن الْخطاب فأساء إِلَى الطالبيين واستأذنه بَعضهم فِي الْخُرُوج إِلَى مَوضِع فَلم يَأْذَن لَهُ حَتَّى كفله الْحُسَيْن فَلَمَّا مضى الْأَجَل طَالبه بِهِ فَسَأَلَهُ النظرة فَأبى وَغلظ عَلَيْهِ فَأمر بحبسه حَتَّى حلف لَهُ ليَأْتِيَن بِهِ من الْغَد فخلى سَبيله فَجمع أَهله وأعلمهم أَنه قد عزم على الْخُرُوج فَبَايعُوهُ على ذَلِك فَخرج يَوْم السبت عَاشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة

وَكَانَ سخياً لَا يكبر عَلَيْهِ مَا يسْأَله وَكَانَ يَقُول إِنِّي لأخاف أَن لَا أؤجر على مَا أعطي لِأَنِّي لَا أكره نَفسِي عَلَيْهِ وَكَانَ محبباً كثير الصّديق أباع مواريثه كلهَا وأنفقها

فَلَمَّا سمع بِحَالهِ الْعمريّ هرب وَانْفَرَدَ بِالْمَدِينَةِ وخطب النَّاس وَبَايَعَهُ أَكثر حَاج الْعَجم واستجابوا لَهُ وَتوجه إِلَى مَكَّة فَتَلَقَّتْهُ الجيوش بفخ وفيهَا سُلَيْمَان بن أبي جَعْفَر وَكَانَ أَمِير الْمَوْسِم ومُوسَى بن عِيسَى على الْعَسْكَر وَجرى الْقِتَال بَينهم والتحم فَتفرق عَنهُ أَصْحَابه وَبَقِي فِي نفرٍ قَلِيل فَقتل الْحُسَيْن وَمَعَهُ رجلَانِ من أهل بَيته سُلَيْمَان بن عبد الله بن حسن بن حسن وَعبد الله ابْن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن حسن وَكَانَ مقدم الْعَسْكَر يُقَال لَهُ يَقْطِين فَلَمَّا قتل الْحُسَيْن قطع رَأسه وَحمله إِلَى الْهَادِي ورماه بَين يَدَيْهِ متبجحاً فَقَالَ الْهَادِي ارْفُقْ فَلَيْسَ بِرَأْس جالوت وَلَا طالوت

<<  <  ج: ص:  >  >>