للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْجَيْش إِن نزل بِهِ الْمَوْت فَمَاتَ مُسلم بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فحاصر حُصَيْن ابْن الزبير بِمَكَّة وَرمى الْكَعْبَة بالمنجنيق واحترقت فِي حصاره وَمَات يزِيد بن مُعَاوِيَة وَهُوَ بعد فِي الْحصار وَكَانَ مُسلم بن عقبَة قَالَ لَهُ قبل مَوته يَا برذعة الْحمار لَوْلَا عهد أَمِير الْمُؤمنِينَ إليَّ فِيك مَا عهِدت إِلَيْك اسْمَع عهدي لَا تمكِّن قُريْشًا من أُذُنك وَلَا تزدهم على ثلاثٍ الوقاف ثمَّ التفاف ثمَّ الِانْصِرَاف إِنَّك أَعْرَابِي جلف

وَقَومه السَّكون خرجت مِنْهُم فتن كَثِيرَة كَانَ مِنْهُم من غزا عُثْمَان وسودان بن حمْرَان الَّذِي قتل عُثْمَان مِنْهُم وَابْن ملجم قَابل عليٍّ مِنْهُم وَمِنْهُم هَذَا حُصَيْن وَلما عرضوا على عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أعرض عَنْهُم وَقَالَ إِنِّي عَنْهُم لمتردِّد وَمَا مرَّ بِي قوم من الْعَرَب أكره إليَّ مِنْهُم ثمَّ أمضاهم وَكَانَ بعد يذكرهم بالكراهية ثمَّ قتل حُصَيْن عَام الخازر مَعَ عبيد الله بن زِيَاد سنة ستّ أَو سبعٍ وَسِتِّينَ قَتلهمْ إِبْرَاهِيم بن الأشتر وحرَّقهم بالنَّار وَبعث رؤوسهم إِلَى الْمُخْتَار فَنصبت بمكّة وَالْمَدينَة

٣ - (الرِّيّ)

الْحصين بن الْحمام بن ربيعَة بن مسابٍ بن حرَام بن وائلة بن سهم بن مرَّة بن عَوْف يَنْتَهِي إِلَى قيس بن عيلان بن مُضر كَانَ سيد بني سهم بن مرَّة وفارسها وَقَائِدهمْ ورائدهم وَكَانَ يُقَال لَهُ مَانع الضَّيم أَتَى ابْنه إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ لآذنه اسْتَأْذن لي على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ وَيحك لَا يكون هَذَا إلاّ عُرْوَة بن الْورْد أَو ابْن الْحصين بن الْحمام المريّ أدخلهُ فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ إِبْنِ من أَنْت قَالَ أَنا ابْن مَانع الضَّيم الْحصين بن الْحمام فَقَالَ لَهُ صدقت وَرفع مَجْلِسه وَقضى حَوَائِجه وَعَن أبي عُبَيْدَة أنَّ الْحمام أدْرك الْإِسْلَام وَأسلم ويدلّ على ذَلِك قَوْله من المتقارب

(وقافيةٍ غير إنسَّيةٍ ... قرضت من الشِّعر أَمْثَالهَا)

)

(شرودٍ تلمَّع بالخافقين ... إِذا أنشدت قيل من قَالَهَا)

(وحيران لَا يَهْتَدِي بالنَّهار ... من الضَّلع يتبع ضلَاّلها)

(وداعٍ دَعَا دَعْوَة المستغيث ... فَكنت كمن كَانَ لبَّى لَهَا)

(إِذا الْمَوْت كَانَ شجاً بالحلوق ... وبادرت النَّفس أشغالها)

(صبرت وَلم أك رعديدةً ... وللصَّبر فِي الرَّوع أنجى لَهَا)

<<  <  ج: ص:  >  >>