للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حمدين الثَّعلبيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو جعفرٍ قَاضِي الجامعة بقرطبة سمع أَبَاهُ وَولي الْقَضَاء سنة تسعٍ وَعشْرين وَخمْس مائَة بعد مقتل أبي عبد الله بن الحاجّ وَكَانَ من بَيت خشمةٍ وجلالة صَارَت إِلَيْهِ الرياسة عِنْد اختلال أَمر الملثَّمين وَقيام ابْن قسيّ عَلَيْهِم بغرب الأندلس وَهُوَ حينئذٍ على قَضَاء قرطبة ودعي لَهُ بالإمارة فِي رَمَضَان سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وتسمَّى بأمير الْمُسلمين الْمَنْصُور بِاللَّه ودعي لَهُ على أَكثر مَنَابِر الأندلس وَقيل أَن مُدَّة دولته كَانَت أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وتعاورته المحن فَخرج إِلَى العدوة فِي قصصٍ طويلةٍ ثمَّ قفل وَنزل مالقة إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَأما ابْن قسيّ فَإِنَّهُ خرج بغرب الأندلس واسْمه أَحْمد وَكَانَ فِي أول أمره يدَّعي الْولَايَة وَكَانَ ذَا حيل وشعبذةٍ وَمَعْرِفَة بالبلاغة وَقَامَ بحصن مارتلة ثمَّ اخْتلف عَلَيْهِ أَصْحَابه ودسُّوا عَلَيْهِ من أخرجه من الْحصن بحيلة وأسموا الْحصن إِلَى الموحَّدين فَأتوا بِهِ عبد الْمُؤمن فَقَالَ لَهُ بَلغنِي عَنْك أنَّك دعيت إِلَى الْهِدَايَة فَقَالَ أَلَيْسَ الْفجْر فجرين كَاذِب وصادق فَأَنا كنت الْفجْر الْكَاذِب

فَضَحِك عبد الْمُؤمن وَعَفا عَنهُ وَلم يزل بِحَضْرَتِهِ إِلَى أَن قَتله صَاحب لَهُ

(حمْرَان)

٣ - (مولى عُثْمَان)

حمْرَان بن أبان بن خَالِد النمري من سبي عين التَّمر مولى عُثْمَان بن عفَّان رَضِي الله عَنهُ وحاجبه قدم الْكُوفَة وَالْبَصْرَة ودمشق وَكَانَ لَهُ بهَا دَار وحدَّث عَن عُثْمَان وَابْن عمر وَمُعَاوِيَة وَأدْركَ أَبَا بكر وَعمر روى عَنهُ عُرْوَة وَأَبُو سَلمَة وَالْحسن وَنَافِع وَمُسلم بن يسَار وَابْن الْمُنْكَدر وَزيد بن اسْلَمْ وَغَيرهم وروى لَهُ الجامعة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسبعين وَكَانَ حمْرَان أول سبيٍ دخل من الْمشرق إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ الَّذِي سباهم خَالِد بن الْوَلِيد وتحوَّل حمْرَان إِلَى الْبَصْرَة فنزلها وادَّعى وَلَده أَنهم من النَّمر بن قاسط بن ربيعَة وَكَانَ كثير الحَدِيث قَالَ الْأَصْمَعِي حَدثنِي رجل قَالَ قدم شيخ أَعْرَابِي فَرَأى حمْرَان فَقَالَ من هَذَا قَالُوا حمْرَان فَقَالَ لقد رَأَيْت هَذَا وَمَال رِدَاؤُهُ عَن عَاتِقه فَابْتَدَرَهُ مَرْوَان بن الحكم وَسَعِيد بن الْعَاصِ أَيهمَا يسوِّيه قَالَ أَبُو عَاصِم فحدثّت بِهِ رجلا من ولد عبد الله بن عامرٍ فَقَالَ حدَّثني أبي أَن حمْرَان بن أبان مدَّ رجله فَابْتَدَرَهُ مُعَاوِيَة وَعبد الله بن عَامر أَيهمَا يغمزه وَكَانَ الحجَّاج أغرمه مائَة الف دِرْهَم فَبلغ ذَلِك عبد الْملك فَكتب إِلَيْهِ إِن حمْرَان أَخُو من مضى وعمُّ من بَقِي فاردد عَلَيْهِ مَا أخذت مِنْهُ فَدَعَا بحمران فَقَالَ كم أغرمناك قَالَ مائَة ألف

فبعثها إِلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>