للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[الألقاب]

الداوودي البوشنجي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد

٣ - (صَاحب السُّنن)

أَبُو دَاوُد صَاحب السّنَن أحد الْكتب السِّتَّة اسْمه سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين فِي مَكَانَهُ

٣ - (الطَّبِيب النَّصْرَانِي)

دَاوُد بن أبي المنى أَبُو سُلَيْمَان كَانَ نَصْرَانِيّا بِمصْر زمن الْخُلَفَاء طَبِيبا حظيّاً عِنْدهم وَأَصله من الْقُدس وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنجوم وَكَانَ لَهُ خَمْسَة أَوْلَاد فَلَمَّا وصل الْملك ماري إِلَى الديار المصرية طلبه من الْخَلِيفَة وَنَقله هُوَ وَأَوْلَاده إِلَى القس وَنَشَأ للْملك ماري ولد مجذوم فَركب لَهُ الترياق الْفَارُوق وترهّب وَترك وَلَده الْأَكْبَر وَهُوَ المهذّب أَبُو سعيد خَلِيفَته على منزله وَإِخْوَته فاتفق أنّ ملك الفرنج أسر الْفَقِيه عِيسَى وَمرض فَأرْسلهُ الْملك إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ فِي الجبّ مُثقلًا بالحديد رَجَعَ إِلَى الْملك وَقَالَ هَذَا ذُو نعمةٍ وَلَو سقيته مَاء الْحَيَاة وَهُوَ على هَذِه الْحَال مَا انْتفع بِهِ قَالَ الْملك فَمَا نَفْعل قَالَ أطلقهُ من الجبّ وفكّ عَنهُ حديده وأكرمه فَمَا يحْتَاج إِلَى مداواةٍ أَكثر من هَذَا فَقَالَ الْملك نَخَاف أَن يهرب وقطيعته كَثِيرَة فَقَالَ سلمه إليّ وضمانه عليّ فَقَالَ تسلمه وَإِذا أَتَى بقطيعته لَك مِنْهَا ألف دِينَار فتوجّه إِلَيْهِ وتسلمه من الجبّ وَأقَام عِنْده فِي دَاره يَخْدمه فَلَمَّا حضرت قطيعته أَمر الْملك للمهذّب أبي سعيد بِأَلف)

دينارٍ فوهب الْألف دِينَار للفقيه عِيسَى فَأَخذهَا الْفَقِيه عِيسَى وتوجّه إِلَى الْملك النَّاصِر فاتفق أَن الْحَكِيم سُلَيْمَان ظهر لَهُ من النِّجامة أنّ صَلَاح الدّين يملك الْقُدس فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ من السّنة الْفُلَانِيَّة وَأَنه يدْخل إِلَيْهَا من بَاب الرَّحْمَة فَقَالَ لوَلَده الْفَارِس أبي الْخَيْر ابْن سُلَيْمَان امْضِ إِلَى صَلَاح الدّين وبشِّره بذلك وَكَانَ أَبُو الْخَيْر قد تربّى مَعَ ابْن الْملك المجذوم وزيُّه زيُّ الأجناد فَمضى إِلَى النَّاصِر فاتفق وُصُوله وَالنَّاس يهنّونه بِسنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَمضى إِلَى الْفَقِيه عِيسَى ففرح وتوجّه بِهِ إِلَى السُّلْطَان وبلّغه بِشَارَة أَبِيه ففرح بذلك وأنعم عَلَيْهِ بجائزة سنية وَقَالَ لَهُ منى يسَّر الله مَا ذكرت اجعلوا هَذَا الْعلم الْأَصْفَر والنشّابة فَوق داركم فالحارة الَّتِي أَنْتُم فِيهَا تسلم جَمِيعهَا فِي خفارة داركم

فَلَمَّا حضر الْوَقْت صحّ جَمِيع مَا قَالَه وَدخل الْفَقِيه عِيسَى إِلَى الدَّار الَّتِي للحكيم وَأقَام بهَا حفظا لَهَا وللحارة وَلم يسلم من الْقُدس من الْقَتْل والأسر والقطيعة سوى بَيت الْحَكِيم الْمَذْكُور وضاعف لأولاده مَا كَانَ لَهُم على الفرنج وَكتب كتبا إِلَى سَائِر ممالكه برا وبحراً بمسامحتهم بِجَمِيعِ الْحُقُوق اللَّازِمَة لِلنَّصَارَى وأعفوا مِنْهَا واستدعى السُّلْطَان الْحَكِيم أَبَا سُلَيْمَان وَقَامَ لَهُ قَائِما وَقَالَ لَهُ أَنْت شيخ مبارك وصلتنا بِشِرَاك وَتمّ لنا جَمِيع مَا قلت فتمنّ عليّ فَقَالَ حفظ أَوْلَادِي فَأخذ أَوْلَاده واعتنى بهم وسلَّمهم إِلَى الْعَادِل وأوصاه بإكرامهم

<<  <  ج: ص:  >  >>