للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ قد وَالله أحببته قبل وُقُوع السَّبَب وَلَكِن كَيفَ اخْتَرْت لَهُ الْمحبَّة دون كل شَيْء قَالَ لِأَنَّك إِذا أحببته صغر عنْدك كَبِير إحسانك إِلَيْهِ وَصغر عنْدك كَبِير إساءته وَكَانَت ذنُوبه كذنوب الصّبيان وَحَاجته إِلَيْك حَاجَة الشَّفِيع الْعُرْيَان

وَقَالَ الْمَنْصُور لَهُ يَوْمًا وَيحك يَا ربيع مَا أطيب الدُّنْيَا لَوْلَا الْمَوْت فَقَالَ لَهُ إِلَّا بِالْمَوْتِ

قَالَ وَكَيف ذَاك قَالَ لَوْلَا الْمَوْت لم تقعد هَذَا المقعد فَقَالَ لَهُ صدقت

وَيُقَال إِن الرّبيع لم يكن لَهُ أَب يعرف بِهِ وَإِن بعض الهاشميين دخل على الْمَنْصُور وَجعل)

يحدثه وَيَقُول كَانَ أبي رَحمَه الله وَكَانَ وَأكْثر من الرَّحْمَة عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الرّبيع كم تترحم على أَبِيك بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ الْهَاشِمِي أَنْت مَعْذُور لِأَنَّك لَا تعرف مِقْدَار الْآبَاء

فَخَجِلَ مِنْهُ وَضحك الْمَنْصُور إِلَى أَن اسْتلْقى ثمَّ قَالَ للهاشمي خُذ بِمَا أدبك بِهِ الرّبيع

وَيُقَال إِن الْهَادِي سمه وَقيل مرض ثَمَانِيَة أَيَّام وَمَات

٣ - (أَبُو الزهر الْأَشْعَرِيّ الْقُرْطُبِيّ)

ربيع بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع أَبُو الزهر الْأَشْعَرِيّ الْقُرْطُبِيّ من بَيت كَبِير شهير بالأندلس

روى عَن أَبِيه أبي عَامر وَغَيره وَولي قَضَاء بعض الأندلس وَتُوفِّي بحصن بلش سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة

٣ - (سطيح الكاهن)

الرّبيع الْمَعْرُوف بسطيح الكاهن الغساني الذئبي من ذُرِّيَّة ذِئْب بن جحن قيل إِنَّه كَانَ يسكن الْجَابِيَة وَقيل مشارف الشَّام وَهِي الْقرى الَّتِي بَين بِلَاد الشَّام وجزيرة الْعَرَب سميت بذلك لإشرافها على السوَاد

وَعَن أبي عُبَيْدَة وَمُحَمّد بن سَلام وَغَيرهمَا قَالُوا ولد سطيح فِي زمن سيل العرم وعاش إِلَى ملك ذِي نواس وَذَلِكَ نَحْو ثَلَاثِينَ قرنا وَكَانَ مَسْكَنه الْبَحْرين

وَزَعَمت عبد الْقَيْس أَنه مِنْهُم وَيَزْعُم الأزد أَنه مِنْهُم وَأكْثر الْمُحدثين يَقُولُونَ هُوَ من الأزد وَلَا يدرى مِمَّن هُوَ

وأخباره كَثِيرَة وَجَمعهَا غير وَاحِد من أهل الْعلم وَالْمَشْهُور من أمره أَنه كَانَ كَاهِنًا وَقد أخبر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن بَعثه ومبعثه بأخبار كَثِيرَة

وَرُوِيَ أَنه عَاشَ سبع مائَة سنة وَأدْركَ الْإِسْلَام فَلم يسلم

وَرُوِيَ أَنه هلك عِنْد مَا ولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

قَالَ الْمعَافى بن زَكَرِيَّاء وَرُوِيَ لنا من بعض الطّرق بِإِسْنَاد الله أعلم بِهِ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن سطيح فَقَالَ نَبِي ضيعه قومه وَهُوَ ممشهور عِنْد الْعَرَب يذكرُونَ سجعه وكهانته ويضربون الْمثل بِعِلْمِهِ وَصدقه فِيمَا يخبر بِهِ

وَعَن ابْن عَبَّاس إِن الله خلق سطيحاً لَحْمًا على وَضم وَكَانَ يحمل على وضمه فَيُؤتى بِهِ)

حَيْثُ شَاءَ وَلم يكن فِيهِ عصب وَلَا عظم إِلَّا الجمجمة والعنق وَالْكَفَّيْنِ وَكَانَ يطوى من رجلَيْهِ إِلَى ترقوته كَمَا يطوى الثَّوْب وَلم يكن فِيهِ شَيْء يَتَحَرَّك إِلَّا لِسَانه وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>