للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

)

(كَالنارِ يَوْمَ الرِياحِ فِي الحَطَب ال ... يابِسِ تَأْتِي عَلى الَّذِي تجدُ)

(يَرفُلُ فِي حُلّة مُنَبَّتَةٍ ... مِنْ قمله رَقْمُ طُرْزِها طَرَدُ)

(أجمَلُ أَوْصافِه النَميمَةُ وَال ... كذبُ ونَقْلُ الحَدِيث والحَسَدُ)

(كُلُّ عُيُوبِ الوَرَى بِهِ اجْتَمَعَتْ ... وهْوَ بأضْعَافِ ذَاكَ مُنْفَرِدُ)

(إنْ قُلْنُ لَمْ يَدْرِ مَا أَقٌولُ وَإِن ... قَالَ كِلانا فِي الفَهْمِ مُتَّحِدُ)

(كَأَنَّ مَاليِ إِذا تَسَلَّمَه ... مِنّي ماءٌ وَكَفّهُ سَرَدُ)

(حَمَّلتُه لي دُوَيّةً حَسُنَتْ ... كُنْتُ عَلَيْها فِي الظَرْفِ أعْتَمِدُ)

(كَمِثْلِ زَهْرِ الرياضِ مَا وَجَدتْ ... عَيْني لهَا شِبْهَها وَلَا تَجِدُ)

(فَمَرّ يَوْمًا بِها عَلىَ رَجُلٍ ... لَدَيْهِ عِلْمُ اللُصُوصِ يَنْتَقِدُ)

أوْدَعَها عنْدَه فَفَرَّ بهِا وَما حَواه مِن بَعْدِها البَلَدُ

(فَجاءَ يَبْكِي فَظلْتُ أضْحَكُ مِنْ ... فِعْلي وَقَلاْبِي بالغَيْظِ مُتَّقِدُ)

(وَقال ليِ لَا تَخَفْ فَحِليّتُهُ ... مَشْهُورَةً الشَكْلِ حِين يُفتَقَدُ)

(عَلَيْه ثوبٌ وَعِمَّةٌ وَلَهُ ... ذَقْنٌ وَوَجْهٌ وَسَاعِدٌ وَيَدُ)

(وقَائِلٍ بِعْهُ قُلتُ خُذْهُ وَلَا ... وَزْنُ تُجازِي بِهِ وَلَا عَدَدُ)

(فَفِي الَّذِي قَدْ أضاعَه عِوَضٌ ... وهْوَ عَلىَ أنْ يَزِبدَ مُجْتَهِدُ)

٣ - (أَبُو الْحسن الطّيب)

سعيد بن هبة الله بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن كَانَ طَبِيبا فَاضلا فِي العُلوم الحكيمة مَشْهُورا بهَا وخدم الْمُقْتَدِي بالطبّ وولدَه المستظهر بِاللَّه وآلف كتبا كَثِيرَة طبّةً ومنطقيةً وفلسفيّةً ووُلِدَ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وتوفيّ سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَخلف من التلاميذ جمَاعَة وَكَانَ يعالج المرضى فَأتى قاعة الممرورين بالبيمارستان فَأَتَتْهُ امْرَأَة تستفتيه فِيمَا تعالج بِهِ وَلَدهَا فَقَالَ يَنْبَغِي أَن تلازميه بالأشياء المبرّدة المرطّبة فهزأ بِهِ بعضُ مَنْ كَانَ فِي القاعة من الممرورين وَقَالَ هَذِهِ صفة تصلح أَن تَقُولهَا لأحد تلاميذك ممّن اشْتغل بالطّب من قوانينه وأمّا هَذِهِ الْمَرْأَة فأيّ شَيْء تَدْرِي مَا هُوَ من الْأَشْيَاء المبرّدة المرطّبة وسبيل هَذِهِ أَن تذكر لَهَا شَيْئا معينا وَلَا ألومُكَ فِي هَذَا فقد فعلتَ مَا هُوَ أعجبُ مِنْهُ فَقَالَ مَا هُوَ قَالَ صنَفتَ كتابا مُخْتَصرا وسمّيتَه الْمُغنِي فِي الطبّ ثُمَّ إنّك صنّفت كتابا آخر بسيطاً وَهُوَ عَلَى قدر أضَاف)

كَثِيرَة من الأوّل وسمّيته الْإِقْنَاع وَكَانَ الْوَاجِب أَن يكون الْأَمر عَلَى الْعَكْس فَاعْترفت بذلك لمن حَضَره وصنّف الْمُغنِي فِي الطبّ للمقتدر

<<  <  ج: ص:  >  >>