للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ودخلها فِي نصف شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأقم بهَا نَائِبا إِلَى أَن توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَتَوَلَّى الْملك الْكَامِل سيف الدّين شعْبَان السلطنة حضر إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين بيغرا وحلفه وَحلف أُمَرَاء الشَّام واحضر لَهُ تَشْرِيفًا فلبسه وَبعد أَرْبَعَة أَيَّام أَو ثَلَاث حضر الْأَمِير سيف الدّين بيبغا القاسمي على الْبَرِيد يَطْلُبهُ إِلَى مصر ليَكُون بهَا نَائِبا عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين الْملك فَلم تطب نَفسه على الْخُرُوج من دمشق وَمرض وَحصل لَهُ فالج وَعدم نطق وسير يستعفي من التَّوَجُّه إِلَى مصر وَأَن يكون مُقيما بِدِمَشْق وَكتب إِلَى الْأُمَرَاء بِمصْر وَدخل عَلَيْهِم ثمَّ إِن حَاشِيَته خوفوه عُقبى ذَلِك فَوجدَ من نَفسه خفَّة فَجهز الْأَمِير فَخر الدّين إياز الْحَاجِب بِدِمَشْق فِي الْبَرِيد يسْأَل الْحُضُور إِن كَانَ وَلَا بُد فِي محفة لعَجزه عَن ركُوب الْفرس ففرح السُّلْطَان وأنعم على الْأَمِير فَخر الدّين إياز وَأَعَادَهُ

وَحضر بعده الْأَمِير سيف الدّين بيبغا القاسمي ثَانِيًا لطلبه فَخرج فِي محفة وَهُوَ متثاقل مَرضا يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى وَوجد نشاطاً فِي الطَّرِيق وَلما وصل إِلَى بلبيس سير وَلَده أَمِير حَاج وَسيف الدّين قشتمر أستاذداره يسألان إعفاءه من النِّيَابَة فاجيب إِلَى ذَلِك وَدخل إِلَى)

بَيته وَلم يطلع القلعة وَأقَام فِي الْقَاهِرَة ثَلَاثَة أَيَّام وَقيل خمْسا وَتُوفِّي رَحمَه الله وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ خيرا سَاكِنا وادعاً عديم الشَّرّ لَا يُرِيد أَذَى أحد كَائِنا من كَانَ وَهُوَ أكب من بَقِي من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَزوج السُّلْطَان ابْنَته بِالْملكِ الْمَنْصُور أبي بكر وَتزَوج الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْنَته الْأُخْرَى فَلم يقم مَعهَا خَمْسَة اشهر حَتَّى انحل النظام وتفرق الشمل

[طقصبا]

٣ - (الْأَمِير طقصبا)

طقصبا الْأَمِير سيف الدّين مَمْلُوك السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل بن عَليّ صَاحب حماة اشْتَرَاهُ أستاذه الْمَذْكُور وقربه ورباه وَأحسن تَرْبِيَته وزوجه ابْنَته وَأمره وَكَانَ يُرْسل عَن أستاذه إِلَى الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَيتَوَجَّهُ بالتقادم وَكَانَ الْملك النَّاصِر يقبل عَلَيْهِ إقبالاً زَائِدا وَلما مَاتَ أستاذه رَحمَه الله تَعَالَى اسْتمرّ فِي خدمَة وَلَده الْملك الْأَفْضَل على عَادَته وَهُوَ أَمِير طلبخاناه بحماة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلاً حسنا مليح الْوَجْه مديد الْقَامَة وَأخذ خبزه خوشداشه الْأَمِير سيف الدّين أرغون الأفضلي توجه من دمشق إِلَى حماة

<<  <  ج: ص:  >  >>