للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَمِنْه الْكَامِل المجزوء

(أسفت على مَا نلْت مِنْهَا بَعْدَمَا جذت حبالي)

(وَتقول واحرباه آه على النَّوَى وعَلى الْوِصَال)

(طيفور ٥٧٩٧)

٣ - (أَبُو يزِيد البسطامي)

طيفور بن عِيسَى بن آدم بن عِيسَى بن عَليّ البسطامي أَبُو يزِيد الزَّاهِد الْمَشْهُور كَانَ مجوسياً ثمَّ أسلم وَكَانَ لَهُ أَخَوان زاهدان عابدان أَيْضا آدم وَعلي وَكَانَ أَبُو يزِيد أَجلهم توفّي على مَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين فِي حُدُود الثلاثمائة وَقَالَ فِي هَذَا الْأَصْغَر وَاسم جد الْكَبِير شروسان وَاسم جد هَذَا آدم وَقَالَ شمس الدّين ابْن خلكان توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَعَلَّ هَذِه وَفَاة الْأَكْبَر وَالله أعلم

وَسُئِلَ أَبُو يزِيد بِأَيّ شَيْء نلْت هَذِه الْمعرفَة فَقَالَ بِبَطن جَائِع وبدن عَار وَقيل لَهُ مَا أَشد مَا لَقيته فِي سَبِيل الله فَقَالَ لَا يُمكن وَصفه فَقيل لَهُ فَمَا أَهْون مَا لقِيت نَفسك مِنْك فَقَالَ أما هَذَا فَنعم دعوتها إِلَى شَيْء من الطَّاعَات فَلم تجبني طَوْعًا فمنعتها المَاء سنة وَقَالَ لَو نظرتم إِلَى رجل أعطي من الكرامات حَتَّى يرْتَفع فِي الْهَوَاء فَلَا تغتروا بِهِ حَتَّى تنظروا كَيفَ تجدونه عِنْد الْأَمر وَالنَّهْي وَحفظ الْحُدُود وَأَدَاء الشَّرِيعَة وَله مقالات كَثِيرَة ومجاهدات مَشْهُورَة وكرامات ظَاهِرَة وَكَانَ أَبُو يزِيد البسطامي يَقُول من لم ينظر إِلَى شَاهِدي بِعَين الِاضْطِرَار وَإِلَى أوقاتي بِعَين الاغترار وَإِلَى أحوالي بِعَين الاستدراج وَإِلَى كَلَامي بِعَين الافتراء وَإِلَى عباداتي بِعَين الاجتراء وَإِلَى نَفسِي بِعَين الازدراء فقد أَخطَأ النّظر فِي وَكَانَ يَقُول لَو وصفت لي تَهْلِيلَة مَا باليت بعْدهَا بِشَيْء وَكتب يحيى بن معَاذ إِلَى أبي يزِيد سكرت من الذّكر وَغَيْرك كَثْرَة مَا شربت من كأس محبته فَكتب جَوَابه سكرت وَمَا شربت من الدّور وَغَيْرك قد شرب بحور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا رُوِيَ بعد وَلسَانه خَارج من الْعَطش يَقُول هَل من مزِيد وَقَالَ الْجُنَيْد كل الْخلق يركضون فَإِذا بلغُوا ميدان أبي يزِيد هملجوا وَكَانَ أَبُو يزِيد يَقُول إِذا وقفت بَين يَدي الله عز وَجل فَاجْعَلْ نَفسك كَأَنَّك مَجُوسِيّ تُرِيدُ أَن تقطع الزنار بَين يَدَيْهِ وَقَالَ نوديت فِي سري فَقيل لي خزائننا مَمْلُوءَة من الْخدمَة فَإِذا أردتنا فَعَلَيْك بالذلة والافتقار وَحكى عَنهُ صَاحبه أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ أَنه أذن فَغشيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق قَالَ الْعجب مِمَّن لَا يَمُوت إِذا أذن وَقَالَ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ ثَبت عَنهُ أَنه قَالَ سبحاني مَا أعظم شاني وَلَكِن لَا نظن بِهِ إِلَّا خيرا ٥٧٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>