للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه

٣ - (أَبُو المخشي)

عَاصِم بن زيد بن يحيى بن حَنْظَلَة بن عَلْقَمَة بن عدي بن زيد بن عدي الْعَبَّادِيّ أَبُو المخشي شَاعِر الأندلس فِي زَمَانه كَانَ خَبِيث اللِّسَان كثير الهجاء وَهُوَ الَّذِي قطع هِشَام بن عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل بن مُعَاوِيَة بن هِشَام ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان لِسَانه لِأَنَّهُ عرض بِهِ فِي قصيدة مدح بهَا أَخَاهُ أَيُّوب الْمَعْرُوف بالشامي وَكَانَ بَين الْأَخَوَيْنِ تبَاعد مفرط وَالْبَيْت الَّذِي عرض بِهِ فِيهِ قَوْله الوافر

(وَلَيْسَ كمن إِذا مَا سيل عرفا ... يقلب مقلة فِيهَا اعورار)

وَكَانَ هِشَام فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ نُكْتَة بَيَاض كَمَا كَانَ جد أَبِيه هِشَام بن عبد الْملك ثمَّ اتّفق لأبي المخشي الْمَذْكُور أَن مدح هشاما ووفد عَلَيْهِ فِي ماردة وَهُوَ يَوْمئِذٍ يتَوَلَّى حربها لِأَبِيهِ فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ قَالَ يَا عَاصِم إِن النِّسَاء اللَّاتِي هجوتهن لمعاداة أَوْلَادهنَّ وهتكت أستارهن قد دعون عَلَيْك فَاسْتَجَاب الله لَهُنَّ وَبعث عَلَيْك مني من يدْرك بثأرهن وينتقم لَهُنَّ ثمَّ أَمر بِهِ فَقطع لِسَانه ثمَّ نبت بعد ذَلِك وَتكلم بِهِ

قَالَ ابْن ظافر فِي بَدَائِع البدائه كَانَ مَالك رَضِي الله عَنهُ يرى فِيمَن قطع لِسَان رجل عمدا بِقطع لِسَانه من غير انْتِظَار ثمَّ رَجَعَ لما انْتَهَت إِلَيْهِ قصَّة أبي المخشي وَأَنه نبت لِسَانه بعد أَن قطع بِمِقْدَار سنة فَقَالَ قد ثَبت عِنْدِي أَن رجلا بالأندلس نبت لِسَانه بعد أَن قطع فِي نَحْو هَذِه الْمدَّة انْتهى

وَكَانَ أَبُو المخشي هَذَا يسكن بوادي شوش وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن هُبَيْرَة مهاجاة شَدِيدَة فاجتمعا يَوْمًا للمناقضة فَقَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة وعيره بِأَن نسبه إِلَى النَّصْرَانِيَّة لأجل أَن آباءه كَانُوا نَصَارَى الوافر

(أقلفتك الَّتِي قطعت بشوش ... دعتك إِلَى هجائي وانتقالي)

والانتقال الشتم فَقَالَ أَبُو المخشي ارتجالاً

(سَأَلت وَعند أمك من ختاني ... جَوَاب كَانَ يُغني عَن سُؤَالِي)

<<  <  ج: ص:  >  >>